يحتفل العالم في الأول من مايو من كل عام بيوم العمال، وهو مناسبة تاريخية تكرّم الجهود الكبيرة التي بذلها العمال في شتى أنحاء العالم لتحقيق حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية. وفي المغرب، يعتبر فاتح ماي فرصة لتسليط الضوء على أوضاع الشغيلة وتطلعاتهم، والاحتفال بالإنجازات التي تم تحقيقها في مجال تحسين ظروف العمل.
تعود فكرة الاحتفال بيوم العمال إلى نهاية القرن التاسع عشر، وتحديدًا في الولايات المتحدة، حيث شهدت مدينة شيكاغو عام 1886 احتجاجات عمالية للمطالبة بتقليص ساعات العمل إلى 8 ساعات يوميًا. ورغم أن الاحتجاجات تعرضت للقمع الدموي، إلا أن هذه الحركة أسفرت عن انتصارات كبيرة للعمال في مختلف أنحاء العالم.
وفي المغرب، يُعد فاتح ماي من كل عام يومًا للاحتفال بالطبقة العاملة، حيث يخرج العمال والنقابيون في مسيرات ومظاهرات للمطالبة بتحسين أوضاعهم، وتأكيد حقوقهم في بيئة العمل المناسبة.
وقد ركزت الحكومة المغربية على تحسين حقوق العمال من خلال رفع الأجور في بعض القطاعات، وتقديم دعم إضافي للعمال غير المسجلين في أنظمة الضمان الاجتماعي، غير ان هذا في نظر البعض غير كافي،حيث لا تزال الطبقة العاملة المغربية تواجه تحديات متعددة، من أبرزها ضعف الأجور، وطول ساعات العمل، وضعف الضمانات الاجتماعية.
من جهة اخرى تلعب النقابات دورا كبيرا في تعزيز مطالب العمال والدفاع عن حقوقهم. ففي يوم فاتح ماي، تسلط النقابات الضوء على ضرورة تعزيز الحوار الاجتماعي بين الحكومة وأرباب العمل والعمال، بهدف إيجاد حلول للتحديات التي تواجهها الطبقة العاملة. هذا الحوار، الذي يتجسد في المفاوضات الجماعية، يعد من أهم وسائل تحقيق العدالة الاجتماعية في مجال العمل.