الرئيسية سياسة مركز تفكير ايطالي مرموق يدعو حكومة بلاده الى مراجعة موقفها من قضية الصحراء المغربية

مركز تفكير ايطالي مرموق يدعو حكومة بلاده الى مراجعة موقفها من قضية الصحراء المغربية

كتبه كتب في 7 مايو 2025 - 15:07

في تحليل جديد يحمل نبرة تحذيرية قوية، دعا مركز التفكير الإيطالي المرموق “مؤسسة لويجي إيناودي” الحكومة الإيطالية إلى مراجعة عاجلة لموقفها من قضية الصحراء المغربية، معتبرًا أن الاستمرار في تبني حياد غامض لم يعد مقبولًا في ظل التطورات الجيوسياسية المتسارعة التي تهدد استقرار شمال إفريقيا.

ووفقًا لتحليل وقعه أندريا كانجيني، الأمين العام للمؤسسة وعضو مجلس الشيوخ الإيطالي السابق، فإن جبهة البوليساريو، التي تتحرك تحت غطاء “حق تقرير المصير”، أصبحت أداة في يد أجندات خارجية معادية للاستقرار الإقليمي، وعلى رأسها النظام الجزائري، في وقت تتزايد فيه المؤشرات على وجود صلات خطيرة بينها وبين تنظيمات إرهابية كحزب الله المدعوم من إيران.

الجزائر وإيران… محور تهديد جديد

وحذر التقرير من أن ميليشيات البوليساريو لم تعد مجرد حركة انفصالية، بل صارت جزءًا من تحالف إقليمي مهدد للأمن في شمال إفريقيا، مشيرًا إلى تقارير أمريكية، من بينها “واشنطن بوست”، التي كشفت مؤخرا عن علاقات غير معلنة بين عناصر من البوليساريو والجناح العسكري الإيراني.

واعتبر كانجيني أن إيران، التي بدأت تفقد نفوذها التقليدي في سوريا ولبنان، تسعى اليوم إلى اختراق شمال إفريقيا، وأن الصحراء المغربية قد تكون البوابة المناسبة لذلك التمدد، مما يجعل من دعم المغرب في هذا الملف ضرورة استراتيجية لأمن إيطاليا وأوروبا.

المغرب: شريك استراتيجي لا يُعوّض

في المقابل، أبرز التقرير أن المغرب يمثل ركيزة الاستقرار الأساسية في المنطقة، نظرًا لالتزامه الراسخ بمحاربة الإرهاب، وترويجه لنموذج الإسلام المعتدل، وتعاونه الوثيق مع الاتحاد الأوروبي، وخصوصًا مع إيطاليا.

وأضاف أن المملكة تحظى بدعم متزايد من المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية التي اعترفت بسيادتها على الصحراء منذ 2020، داعيًا إيطاليا إلى تجاوز منطق التوازنات الاقتصادية، والتحرر من ضغوط المصالح المرتبطة بشركات مثل ENI العاملة في الجزائر.

ميلوني بين الماضي والحاضر

كما تطرق التحليل إلى المواقف السابقة لرئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، التي عبّرت في بداية مسيرتها السياسية عن تعاطف مع مطالب البوليساريو، وزارت مخيمات تندوف سنة 2000، وقدمت مذكرة برلمانية سنة 2007 تدعو لمنح الجبهة وضعا دبلوماسيًا.

لكن، كما يشدد كانجيني، فإن “السياق تغير كليًا”، وعلى رئيسة الوزراء أن تتحمل مسؤولياتها كرئيسة حكومة في سياق دولي مغاير تمامًا، مما يفرض مراجعة شاملة لمواقفها بما يخدم مصالح روما الأمنية والاستراتيجية.

دعوة لإعادة التموضع

وختم التقرير بدعوة مباشرة وصريحة للحكومة الإيطالية، مفادها أن الحياد لم يعد خيارًا آمنًا، وأن الوقت قد حان لاتخاذ موقف واضح لصالح المغرب، حليف استراتيجي ومخلص لإيطاليا، في وجه نزعات انفصالية تقف وراءها قوى إقليمية تخدم أجندات توسعية.

إنها لحظة حاسمة، كما خلص مركز لويجي إيناودي، تفرض على روما إعادة تقييم خياراتها الجيوسياسية بكل جرأة ومسؤولية.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.