انتظر المتتبع للشان السياسي بالقارة السمراء وخاصة شمال افريقيا، موقف الجزائر من القرار الاخير للولايات المتحدة الامريكية بشان اعتراف هذه الاحيرة بمغربية الصحراء وتجديد دعمها الحكم الذاتي تحت سيادة المملكة. حيث جرت العادة في النظام العسكري الجزائري ان يستدعي سفراء الدول التي تبدي دعمها للقضية المغربية وتمطرهم بسيل من الانتقادات والوعود “التي لا تسمن ولا تغني من جوع”.
غير ان هذه المرة جرت العادة على غيرر ما اعتادت، بعدما “وقف قطار النرفزة الجزائري” امام عقبة القرار الامريكي، حيث اكتفى سكان قصر “ المرادية” ببلاغ صادر عن وزارة خارجيتهم، يعلنون فيه “تأسفهم لتأكيد هذا الموقف من قبل عضو دائم في مجلس الأمن الدولي”، في موقف واضح يدل على ان “دور الضحية” التي تمثله الجزائر لا يجدي امام قرارات البيت الابيض وسادته.
ويواجه النظام الجزائري عزلة دبلوماسية غير مسبوقة، اذ وجد نفسه امام سد منيع في محيطه الإقليمي، خاصة بعد اقدام دول الساحل الإفريقي على اغلاق مجالها الجوي في وجه الطائرات القادمة من الجمهورية الوهمية القابعة على التراب الجزائري، بعدما سحبت اعترافها بالكامل بهذا الكيان الوهمي، ناهيك عن ازمتها مع فرنسا، ومشاكلها الداخلية مع التذمر الشعبي.
