الرئيسية ثقافة وفن الريصاني: ” قضايا في تاريخ قصور تافيلالت المادي” تجمع باحثين للاحتفاء بتأسيس مركز الدراسات سيدي امحمد الحفيان.

الريصاني: ” قضايا في تاريخ قصور تافيلالت المادي” تجمع باحثين للاحتفاء بتأسيس مركز الدراسات سيدي امحمد الحفيان.

كتبه كتب في 10 مايو 2025 - 10:22

خليفة بوطيب **

بمناسبة تأسيس مركز سيدي امحمد الحفيان الوغلاني السجلماسي للدراسات العلمية والتراثية، نظمت جمعيات وغلان الثلاث، للعمل الاجتماعي والثقافي والتنموي (جمعية وغلان بمكناس، وجمعية نور وغلان بفاس، وجمعية النور بزاوية وغلان) يوما علميا دراسيا حول موضوع: ” قضايا في تاريخ قصور تافيلالت المادي”، يوم الأربعاء 7~5~2025، والذي نشط فقراته ثلة من الأساتذة الباحثين، من مختلف المؤسسات الجامعية المغربية: فاس- الرشيدية – مكناس- الجديدة – الدار البيضاء.. وفي مقدمتهم قيدوم الباحثين بمجال تافيلالت، الدكتور الحاج موسى عوني، أستاذ التاريخ والتراث بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، والذي أسس لتنظيم هذا اليوم الدراسي، بتعاون مع فعاليات من الزاوية المذكورة.
اليوم الدراسي إذن، شهد أنشطة مكثفة امتدت من الحادية عشر صباحا لغاية العاشرة ليلا، شملت فترتين اثنثين؛ خصص الأولى منهما، للقيام بجولة استكشافية إلى ضريح سيدي امحمد الحفيان الوغلاني، والمسجد التراثي القديم بقصر زاوية وغلان، وكذا خزانة سيدي امحمد الحفيان بنفس القصر، حيث كانت فرصة للحضور للتعرف على ظروف وتاريخ النشأة، ومختلف الأحداث التي رافقت ذلك، وهو ما زكته النقاشات التي أغناها الباحثون، من خلال خبرتهم وتجاربهم العلمية. كماتمت زيارة قصر تابوعصامت التاريخي، حيث اطلع المشاركون على مختلف الاصلاحات والترميمات التي يشهدها، بالإضافة إلى إعطاء نبدة عن تاريخه، و الأحداث التي ساهمت في بناء تاريخ تافيلالت المجيد، وهو ما أغنته كذلك الزيارة التي احتضنها القصر السلطاني أولاد عبد الحليم، وما يميزه من فخامة البناء، وجمالية المشاهد التي تزهو بها جدرانه وأبوابه وأسقفه ومسجده الجميل، حيث تم ربط هذا، بكل الأحداث التاريخية التي أثرت في عمارته المميزة.
الفترة الثانية أي المسائية، فقد خصصت لعقد ندوة علمية، حول قضايا في تاريخ قصور تافيلالت المادي، التي ضمت جلستين علميتين وأخرى ختامية، ترأس أولاهما الدكتور الحاج موسى عوني، ونشط فقراتها باحثون تطرقوا للإشعاع العلمي للزاوية الحفيانية. وكذا مختلف التأثيرات العلمية التي ساهم فيه موروثها الثقافي، والذي تظهره المخطوطات الثمينة التي تم تصنيفها وعرضها أمام الحاضرين، والتي تبرز البصمات المشرقية والأندلسية، وكذا التوجهات المذهبية السنية، التي سادت المجال الفيلالي عبر فترات تاريخية، وهي المواضيع التي عرضها الدكتوران أمحرزي والأمراني، في حين كانت للدكتور المتليني، صولة علمية حول قصر تبوعصامت، وأدواره الإقتصادية الشبيهة بأدوار سجلماسة العامرة.
أما الباحث الجكاني، فقد اهتم بعرض ما يتعلق بالعلاقات القبلية في تافيلالتخلال غهد الحماية، ذوي منيع وأيت خباش وأهل الغرفة نموذجا، موضحا مختلف الأحداث التي كانت فيها المكونات الثلاثة طرفا، من خلال التذبذب بين السلم و والصراع، وكذا الاتفاق والاختلاف.
الجلسة العلمية الثانية، عرفت أربع مداخلات كذلك، تطرقت لمواضيع مختلفة وهي: المميزات العمرانية لقصور الشرفاء بتافيلالت، والتي كانت من نصيب الدكتور لخلافة بوعلي، ثم العمارة العسكرية بتافيلالت، والتي ألقاها الدكتور سعيد عبيدي والذي أشار إلى عناصر هاته العمارة ومنها الخنادق أو أحفير كجزء منها، في حين كانت المشاركة المتعلقة بمسألة الماء بالمجال الفيلالي، من خلال مداخلتي كل من: الدكتور بسباس، حيث الأهمية الكبيرة للماء، كمطلب تنموي من الناحية الإقتصادية، والدكتور عمر زين العابدين، من خلال التطرق للخطارات كآلية للتماسك بين قصور تافيلالت.
المشاركون بعدها، انتقلوا للنقاش الفعال والممتع، الذي كان مناسبة لإغناء اليوم الدراسي. لتليه بعدها جلسة ختامية، رفعت خلالها التوصيات حو تاريخ التراث المادي لقصور تافيلالت، بما فيها الزاوية الحفيانية.
ليكون مسك ختامه، توزيع شهادات المشاركة بل والاعتراف، من خلال درع سلم للدكتور الحلج موسى عوني، نظير ما قدمه للبحث التاريخي وللتراث المعماري بمجال تافيلالت، من خدمات أماطت غبار النسيان عن جزء كبير منه، أفاد طلبته الذين يحتلون الآن مختلف المناصب، داخل مؤسسات بحثية وجامعية مغربية. كما وزعت شواهد المشاركة، على مختلف الباحثين الذين أغنوا النقاش والأنشطة طوال اليوم الدراسي.

** طالب باحث في سلك الدكتوراه- جامعة سيدي محمد بن عبد الله سايس-فاس.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.