الرئيسية ارشيف “أركان ن دارنغ”…الفنان لحسن أنير يبدع سمفونية الطبيعة

“أركان ن دارنغ”…الفنان لحسن أنير يبدع سمفونية الطبيعة

كتبه كتب في 9 مايو 2025 - 22:15

في مقام فني يتناغم مع نغمة الأرض وسمفونية البيئة، يرتقي أن يزيح الفنان لحسن أنير الستار عن عمله الغنائي الجديد الموسوم بـ “أركان ن دارنغ”، وذلك تزامنًا مع اليوم العالمي لشجرة أركان، الذي يُحتفى به كل عاشر ماي.

وتأتي هذه الأغنية كقطعة صوتية فنية مؤلفة بعناية، لتحمل طابع الإيكولوجيا الغنائية، حيث يمتزج اللحن الطبيعي مع الإيقاع التراثي، لتصدح بألحان تعبيرية تحتفي بهذا الكنز الطبيعي.
أنشودة وفاء للهوية البيئية،
تتخذ القطعة الموسيقية “أركان ن دارنغ” منحىً غنائيا تواصليا، يُوظف فيه الفنان أنير المقامات الأمازيغية والإيقاعات الفولكلورية، من أجل تمرير رسالة بيئية تتغنى بقيمة شجرة أركان، التي نالت اعترافًا أمميًا بفضل تناغم الدبلوماسية الثقافية والموسيقية تحت إشراف جلالة الملك محمد السادس. ويشكل هذا العمل بمقامه وهارمونياته الصوتية صوتًا فنيًا موازيًا لجهود حماية هذه الشجرة الرمزية.
شجرة أركان في سلم الطبيعة،
في هذه المقطوعة البيئية، تتحول شجرة أركان إلى نغمة طبيعية متأصلة في تربة سوس ماسة، إذ تتعالى من بين فروعها هارمونيا الأصوات المتداخلة مع أصداء الطبيعة. ويجعل الفنان لحسن أنير من لحنه وسيلة لـتوزيع موسيقي تحسيسي، كما يوظف فيه مقاطع شعرية أمازيغية مغناة، ومركبة إيقاعيًا بميزان دقيق، يوازي بين الإيقاعات البطيئة (Adagio) والإيقاعات المتوسطة (Andante) لتجسيد صراع الطبيعة مع الجفاف والضغط البشري.
مطقة إداوتنان: مقام الولادة والأصالة،
جدير بالذكر أن شجرة أركان، المصنفة ضمن تراث اليونسكو اللامادي، تنتمي إلى المناطق الطبيعية النادرة، لا سيما منطقة إداوتنان، مسقط رأس الفنان لحسن أنير. حيث تستمر الثقافة الأمازيغية هناك في أداء ارتجالاتها الصوتية وموشحاتها البيئية، متناغمة مع أصوات الرياح والجبال. هذه الخلفية البيئية شكلت مفتاحًا لحنيا ألهم الفنان، فصاغ مقطوعته بأسلوب الكابيلا الطبيعي، دون مؤثرات صناعية.
الفن كرافعة تنموية: أوركسترا للتنمية والسياحة
وفي تصريح له بهذه المناسبة، أبرز الفنان لحسن أنير أهمية التوزيع الصوتي المحلي والمشهد الغنائي البيئي في تسويق المنطقة سياحيًا. حيث تعتمد مقطوعاته على الجمل اللحنية التراثية والكوردات الأمازيغية، التي تخلق تآلفات موسيقية تخدم القضايا الاجتماعية والبيئية. مردفا بأنه يؤمن بأن الفن، عبر كونشيرتو صوتي متناغم، وقادر على بعث رسائل بيئية قوية تترجم قيم المواطنة وتعزز وعي المجتمع.
كودا ختامية: أنشودتنا للأرض
في هذا العمل الموسيقي، يعزف الفنان أنير على أوتار الدعوة المفتوحة، طالبًا من الجميع أن يعزفوا مع الطبيعة مقطوعة الوفاء، ويشاركوا في جوقة الحفاظ على شجرة أركان. فهي ليست مجرد شجرة، بل مفتاح مقام بيئي وإنساني يجب أن يُحاط بكل أشكال العناية الصوتية والفنية.
شكر وتقدير لفريق العمل:
كل الشكر والتقدير لكل الفنانين المساهمين في هذا العمل الفني، واخص بالذكر المخرج كمال بوطالب – الشاعر الحسين الفاطمي – الموزع الموسيقي عبد الطيف خطابي – المدير الفني الحسين أسرارفي – الأستاذ جمال الحنصالي…

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.