يعرف الاكتئاب الذي يصاحب أيام العيد، على انه حالة نفسية شائعة يعاني منها الكثير من المسلمين بعد انتهاء الشهر المبارك، حيث كان يقضي المسلم جل وقته بين العمل والتفاني في اداء العبادات. ويكافح الكثيرون للحفاظ على نفس مستوى التفاني، مما يؤدي إلى الشعور بالحزن والفراغ، أو حتى بالذنب.
تشير دراسات بعض الدراسات العلمية، ان الشعور بالاكتئاب بعد رمضان هو استجابة عاطفية وروحية طبيعية لفراق هذا الشهر المبارك، حيث قد يؤدي انتهاء رمضان، الذي يعرف عنه شهر التأمل الروحي والصيام والتواصل الاجتماعي، إلى شعور بالفراغ أو الفقد لدى بعض الأفراد أثناء تكيفهم مع عودة روتينهم ومسؤولياتهم المعتادة.
وقد يرتبط الاكتئاب كذلك باختلال مستوى هرمون الميلاتونين (Melatonin) المسؤول عن توازن النوم واليقظة، ما قد يؤثر سلبًا على إنتاج كميات منتظمة من النواقل العصبية وبالتالي يُشكل وضعية اكتئابية.
ويشتهر هذا النوع من الاكتئاب عند الأشخاص الذين لا عائلة لهم أو الذين يعيشون بعيدا عن عائلاتهم، اذ يعانون في فترة الأعياد بالوحدة، الى جانب التغيير في الروتين اليومي والبطالة ليفاقم شعور الوحدة هذا. والامر ذاته مع الاشخاص الذي يضطرون الى لقاء العائلة، حيث تطفو الى السطح توترات قديمة وحسابات شخصية وذكريات مؤلمة، حيث تشكل الأعياد بالنسبة مشكلة خاصة للعزاب والعاطلين عن العمل والمطلقين، وكل ما قد يؤثر على الأشخاص وعلى عدم رغبتهم بحضور هذه المناسبات.