أعلنت الجزائر رسميًا انسحابها من مناورات “الأسد الإفريقي”، التي تُشرف عليها القيادة الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم AFRICOM) وتشارك فيها عدة دول إفريقية وأوروبية، من بينها المغرب، الذي يحتضن جزءًا هامًا من التدريبات السنوية متعددة الأطراف.
هذا القرار المفاجئ أعاد إلى الواجهة التوتر الصامت بين الجزائر والمغرب، وطرح تساؤلات حول مدى تأثر التوازنات الإقليمية بقرار الجزائر، حيث افادت مصادر مقربة من وزارة الدفاع الجزائرية أن قرار الانسحاب جاء نتيجة تحفظات على طبيعة الأهداف المعلنة وغير المعلنة للمناورات، خاصة في ظل احتضان المغرب لجزء أساسي منها، ما اعتبرته الجزائر “خطرًا محتملاً على توازن القوى في المنطقة المغاربية”.
وأضافت المصادر أن الجزائر تخشى من توظيف المناورات لأغراض سياسية، خصوصاً في ظل الدعم الأمريكي المتواصل للمغرب في ملف الصحراء المغربية، وهو الملف الذي تعتبره الجزائر قضية مبدأ وأمن قومي.
في المقابل، يعكس استمرار مشاركة المغرب وتوسيع نطاق المناورات على أراضيه تعزيزًا للعلاقات الاستراتيجية بين الرباط وواشنطن. ويُنظر إلى هذا التعاون العسكري كوسيلة لتعزيز قدرات القوات المغربية، وموقع المغرب كلاعب محوري في أمن الساحل والصحراء.
ويرى محللون أن تعاظم الدور المغربي في هذه المناورات ربما شكّل أحد العوامل التي دفعت الجزائر إلى إعادة النظر في جدوى المشاركة، خاصة مع غياب التنسيق الإقليمي الواضح.