محمد حمضي
حوالي 300 ألف متعلم(ة) “يغادرون” المدرسة العمومية وطنيا،نصيب إقليم وزان من هذا الرقم المقلق يتجاوز 2000 تلميذ(ة) بكثير، غالبيتهم/ن تنتسب للتعليم الإعدادي !
لا يتعلق الأمر بمغادرة طوعية ، لكنها مغادرة متشابكة الأسباب ، وحده التلميذ(ة) ومستقبل الوطن من يتحمل ثقل الفاتورة … .( ما كيهرب قط من دار العرس !) كما تقول حكمة مغربية بليغة. فهل إن توفرت البيئة الحاضنة لفعلية الحق في التعليم ، كان الرقم إن وطنيا أو إقليميا سيرتفع بهذا الحجم المهول والمخيف ، وسيدعو لاطلاق حملة التعبئة المجتمعية لمحاربة الهدر المدرسي ؟
النسخة الجديدة لحملة التعبئة المجتمعية ، اقرار واضح بأن الظروف المحيطة بحماية الحق في التعليم صعبة ، وقد نطق بذلك شعار الحملة ” كيفما كانت الظروف …. ما نفرطش في قرايتي ” . رسالة بعنوان واضح… وقْف النزيف ليس من مسؤولية المدرسة العمومية لوحدها … تطويع شبكة الاكراهات التي تتضخم وتتناسل أمام جبروت الواقع ، الذي وحده الانخراط الواعي والمواطن لمختلف المتدخلين كفيل بَِليِّ عنق غول الهدر المدرسي .
تنزيلا لحملة التعبئة المجتمعية ” من الطفل إلى الطفل ومن اليافع إلى اليافع ” احتضن فضاء المديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة صباح يوم الأربعاء 23 أبريل ، لقاءا تواصليا ، تعدد المشاركات والمشاركون في أشغاله ، الذين انصبت مداولاتهم/ن على القراءة الهادئة والمسؤولة لواقع فعلية الحق في التعليم ، بإقليم يغلب عليه الطابع القروي ، وتتحكم في شرايينه الهشاشة الاجتماعية في أقوى مستوياتها ، وعلى اجتهاد كل المتدخلين من زوايا و مواقع متعددة ، بما ينتهي بتطويق مختلف الإكراهات التي تنسف الجهد المبذول من طرف بلادنا من أجل اقلاع تنموي ، الذي لن يتحقق إذا ظلت قنوات المدرسة العمومية كثيرة الثقب بما يسمح بتسرب أزيد من 2000 متعلم(ة) سنويا بإقليم ساكنته في تراجع ملحوظ ، وحده الشارع بكل أوجاعه و فواجعه من يفتح لهم/ن ذراعيه !
المديرة الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة التي أشرفت على اعطاء الانطلاقة الرسمية لحملة التعبئة المجتمعية ، رغم نبرة التفاؤل التي شكلت العمود الفقري لمداخلتها بناء على حزمة من المؤشرات ( مصالحة حوالي 800 تلميذ(ة) مع مقاعد المدرسة ، توسع شبكة مراكز الفرصة الثانية وارتفاع في عدد المستفيدات والمستفيدين من خدماتها ، ارتفاع منسوب انخراط المتدخلين في التعبئة المجتمعية ، …. ) ، فإن صوتها لم يُغرد بعيدا عن الأصوات المدنية والحقوقية والتربوية والمؤسساتية ، التي يقلقها تسرب أطفال في عمر الزهور من صفوف المدرسة العمومية ، في زمن لم يعد فيه موقع قدم لمن لم يتقدم عاليا في سلم التربية والتعليم والتكوين .
حزمة من التوصيات عزز بها المتدخلون ( النيابة العامة، المجلس العلمي ، المؤسسة الحقوقية … ) أوراقهم التي أغناها المشاركات والمشاركون بأفكار و اقتراحات ذات قيمة نوعية ، التي من المفروض أن تجد لها صدى قويا فوق مكاتب مختلف الفاعلين المؤسساتيين والمدنيين . وبالمناسبة ما دامت المناسبة شرط ، واعترافا بدور النسيج المدني في تصديه لآفة الهدر المدرسي ، فقد وجهت المديرة الإقليمية تحية خاصة لفرع جمعية حركة الطفولة الشعبية بوزان ، المشرف على تسيير مركز دار الضمانة ، الفرصة الثانية ، الجيل الجديد ، على تضحيات عضواته وأعضائه ، وعلى جهودهم/ن المبذولة من أجل الادماج المهني والتعليمي لفئة من المتعلمات والمتعلمين لم تسعفهم/ن الظروف للاستمرار في صفوف التعليم العمومي ، في فترة من فترات مشوارهم/ن التعليمي ، وعلى دورهم/ن في جعل المركز مفعما بالحياة .
شهادات صادقة قدمها أمام الحضور في اللقاء التواصلي ثلة من المستفيدات والمستفيدين من مركز دار الضمانة الذي يشرف عليه اداريا ، عبد الحميد قطبي ،الإطار الإداري بالمديرية الٌإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ، وتسيره فعليا أم الجمعيات .