أطلقت مجموعة من الجمعيات الحقوقية والنشطاء في مجال الرفق بالحيوان، إلى جانب عدد من المؤثرين والمشاهير على منصات التواصل الاجتماعي، حملة رقمية واسعة تحت وسم #لا_لقتل_الكلاب، تدعو إلى وقف ما وصفوه بـ”ممارسات الإبادة الجماعية” في حق الكلاب الضالة بعدد من المدن المغربية.
وقد لاقت هذه المبادرة تفاعلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عمد عدد من الفنانين والمؤثرين إلى نشر صور ومقاطع فيديو مؤثرة توثق معاناة هذه الحيوانات، مطالبين بتدخل عاجل من السلطات المعنية لاعتماد بدائل إنسانية كبرامج التعقيم، التطعيم، والإيواء.
وفي هذا السياق، اعتبر نشطاء أن ما يحدث في بعض المدن من حملات قتل للكلاب لا ينسجم مع التزامات المغرب الدولية في مجال رعاية الحيوان، ولا يعكس قيم الرحمة المتجذرة في المجتمع المغربي.
وقال ناشط بإحدى جمعيات الرفق بالحيوان في تصريح لهسبريس: “لا ننكر وجود تحديات مرتبطة بالكلاب الضالة، لكنها لا تبرر القتل الجماعي. هناك حلول أثبتت نجاعتها في دول عديدة، مثل التعقيم والتطعيم، وهي كفيلة بالتقليل من أعدادها بشكل منظم وإنساني”.
من جانبها، أدانت خديجة بورقادي، رئيسة جمعية للرفق بالحيوان بفاس، ما وصفتها بـ”حملات القتل العشوائية” التي طالت الحيوانات الضالة، خاصة بالمناطق القروية، معتبرة أن هذه الممارسات تصاعدت في ظل التحضيرات الجارية لاحتضان كأس العالم 2030، مشيرة إلى استخدام وسائل قاسية كالرصاص، التسميم، والحقن القاتلة.
وأكدت بورقادي أن هذه الإجراءات “لا تحل المشكل بل تضاعف معاناة الحيوانات”، داعية إلى تفعيل الاتفاقية الثلاثية الموقعة سنة 2019 (TNVR) بين وزارة الداخلية والهيئة الوطنية للبياطرة، والتي تنص على تعقيم وتطعيم الحيوانات ثم إعادتها إلى بيئتها الأصلية، كحل علمي وإنساني يحترم حقوق الحيوان.
في المقابل، نفى محمد الروداني، رئيس قسم حفظ الصحة والمساحات الخضراء بالمديرية العامة للجماعات الترابية، وجود أي خطة رسمية للقضاء على 3 ملايين كلب ضال قبل كأس العالم، مؤكداً أن الجماعات الترابية ملتزمة باعتماد تدابير مستدامة وأخلاقية لمعالجة الظاهرة، تتماشى مع المعايير الدولية.
وتأتي هذه الحملة الرقمية في وقت تتصاعد فيه المطالب بمراجعة السياسات المعتمدة تجاه الكلاب الضالة، خاصة بعد تداول مشاهد توثق ممارسات اعتبرها كثيرون عنيفة وغير إنسانية، ما خلف موجة من السخط في صفوف الرأي العام.