عزيز جوبي ـ من سد المختار السوسي
أتممت عناصر الوقاية المدنية عملية انتشال آخر الجثامين ضحايا انفجار أحد الأنفاق بسد المختار السوسي زوال اليوم الاثنين27 وبلغ عددهم ثلاثة عمال،بعدما سبق لعناصر الوقاية المدنية أن انتشلت عاملين في صباح نفس اليوم.
هذه الفاجعة طرحت عدة تساؤلات حول أسباب الانفجار الذي سمع صداه في الأرجاء المحيطة بالسد،حيث تشير تصريحات الشهود الحاضرين للواقعة أن خمسة عمال دخلو أحد الانفاق عبر منفد لمياه السد المخصصة لسقي بغرض تلحيم بعض الانابيب باستعمال غاز البوتان مصطحبين معهم قارورة اوكسجين مما أدى الى انفجار قوي تسبب في مصرعهم على الفور.
ظروف العمل وتفاصيل الفاجعة رواها قريب من عائلة أحد ضحايا الانفجار لجريدة سوس بلوس، المسمى ادريس عقيق قدم تفاصيل صادمة حول ظروف العمل التي أدت إلى هذه الفاجعة، والتي تثير تساؤلات جدية حول المسؤوليات والتدابير الاحترازية المتخذة.
ووصف عقيق المهمة التي كُلف بها هؤلاء العمال يوم الأحد داخل النفق بالخطيرة ،حيث تسببت في حتفهم، في وقت كان من المفترض أن تتولى شركات متخصصة هذه الأعمال على حد تعبيره.
وتساءل ادريس عقيق عن الأسباب التي دفعت إلى استغلال هؤلاء العمال بهذه الطريقة، محملاً المسؤولية المباشرة عن الحادث لمن كلفهم بهذه المهمة في ظروف عمل محفوفة بالمخاطر.
ورغم ان الحادث يبدو طبيعيا،فقد فنّد قريب الضحية ذلك واعتبر أن الحادث ناجم عن أخطاء تقنية بشرية جسيمة، مشيراً إلى أن تسرب كميات كبيرة من غاز البوتان داخل النفق، وهو ما حال دون خروج الضحايا ومنع رجال الوقاية المدنية من الوصول إليهم في الوقت المناسب. ولم يتمكن رجال الإنقاذ من الدخول إلى النفق إلا بعد استعمال مروحيات هوائية، مما يؤكد خطورة الوضع وغياب الإجراءات الاحترازية اللازمة.
كما تساءل ادريس عقيق بحزن وحسرة حول غياب ممثل الشركة المشرفة على أشغال السد أثناء الحادث، خاصة وأن النفق يقع في منطقة شديدة الانحدار وخطيرة. ويطالب بضرورة توقيف المسؤول عن السد وعن تلك الأشغال، محملاً إياهم المسؤولية الكاملة عن هذه الفاجعة.
ومن المنتظر فتح تحقيق شامل لكشف ملابسات الحادث وتحديد المسؤوليات. فحادث انفجار سد المختار السوسي ليس مجرد حادث عابر حسبما صرحت به عدة فعاليات للوسائل الاعلام، بل اعتبرته دليلا على وجود اختلالات عديدة في مجال السلامة والصحة المهنية، والتي تتطلب تدخلات سريعة تفاديا لتكرار هذه المآسي في المستقبل.