الرئيسية نون النسوة زينب النفزاوية: “زوجة السلاطين” وسيدة المرابطين الأولى

زينب النفزاوية: “زوجة السلاطين” وسيدة المرابطين الأولى

كتبه كتب في 14 مايو 2025 - 13:00

أمينة المستاري

برزت أسماء نساء سطّرن حضورًا مميزًا في صفحات المجد المنسي. هن الأميرات، والعالمات، والمتصوفات، والأديبات، نساء طواهن النسيان لكن تركن أثرًا خالدًا.

من بين هؤلاء النساء، تبرز زينب بنت إسحاق النفزاوية، الأمازيغية الجميلة والحكيمة، الملقبة بـ”زوجة السلاطين”، والتي وصفها ابن خلدون بأنها “من نساء العالم المشهورات بالجمال والرياسة”.

ولدت زينب في أسرة ذات نفوذ، فوالدها إسحاق الهواري، من كبار تجار القيروان، استقر بمدينة أغمات قرب مراكش. هناك نشأت زينب في بيئة اقتصادية وثقافية غنية، مكّنتها من أن تتقن شؤون التجارة والسياسة، وتجذب أنظار الرجال، لكنها لم ترضَ إلا بالزواج من رجل سلطة… من حاكم.

رغم نظرة المجتمع إليها واتهامها بالسحر بسبب طموحها، إلا أن زينب تابعت مسيرتها بثقة. تزوجت من شيوخ وأمراء عدة، وكان أبرزهم يوسف بن تاشفين، مؤسس الدولة المرابطية، الذي لم يرَ فيها فقط جمالاً أخّاذًا، بل شريكة عقل وفكر.

لم تكن زينب مجرد زوجة. كانت مستشارة سياسية نافذة، تشارك يوسف بن تاشفين الحكم، وتساعده ماليًا وسياسيًا. كانت هي من أشارت عليه بتأسيس مدينة مراكش، لتصبح لاحقًا عاصمة الدولة المرابطية.

زينب النفزاوية، “السيدة الأولى” في تاريخ المرابطين، لم تترك فقط أثرًا في قلب سلطان، بل حفرت اسمها في وجدان أمة.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.