في إطار تفعيل البرنامج الرابع للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمتعلق بالدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، تعرف مختلف جماعات إقليم تاونات تنظيم سلسلة من اللقاءات التواصلية والقوافل الطبية، بهدف التوعية بأهمية تتبع الحمل وتحسين صحة الأم والطفل.
وتنظم هذه المبادرة، التي انطلقت يوم 7 أبريل وتستمر إلى غاية 8 ماي 2025، من طرف اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بتاونات، بشراكة مع المندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية والمندوبية الإقليمية للتعاون الوطني، وذلك في إطار الحملة الوطنية التي تقودها التنسيقية الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بشراكة مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، تحت شعار: “نعجلوا ونكملوا زيارات تتبع الحمل .. نحافظوا على صحة الأم والطفل”.
وتهدف هذه الحملة إلى تحفيز النساء الحوامل وأسرهن على القيام بزيارات منتظمة لتتبع الحمل، والتوعية بأهمية الألف يوم الأولى من حياة الطفل، والتي تمتد من بداية الحمل حتى بلوغ الطفل سن السنتين، باعتبارها فترة حاسمة في التطور الجسدي والعقلي للطفل.
وتُقام هذه الأنشطة داخل المراكز الاجتماعية ودور الطالبة التي تم إنشاؤها في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتشرف عليها أطر من قطاع الصحة والتعاون الوطني وقسم العمل الاجتماعي بعمالة الإقليم. وتشمل القوافل الطبية تقديم خدمات صحية، توجيهات غذائية، ونصائح عملية حول الرضاعة الطبيعية والتغذية التكميلية، فضلاً عن تسليط الضوء على أهمية الولادة داخل مؤسسات صحية تحت إشراف أطر طبية مؤهلة.
وتؤكد العروض المقدمة خلال هذه اللقاءات على ضرورة قيام النساء الحوامل بأربع زيارات على الأقل لتتبع الحمل، لما توفره من رعاية وقائية وتشخيص مبكر للمشاكل الصحية، إضافة إلى تلقي المكملات الغذائية واللقاحات الضرورية، ومنها تلقيح الكزاز الذي يحمي الأم والجنين على حد سواء.
كما يتم تحسيس الأسر بأهمية التغذية السليمة خلال فترات الحمل والرضاعة، وتفادي الممارسات الغذائية غير الصحية، إلى جانب تعزيز الرعاية الصحية للأطفال بعد الولادة، وضمان تتبع نموهم وتغذيتهم بشكل سليم.
وتندرج هذه المبادرات في سياق الالتزام الراسخ للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده يوم 19 شتنبر 2018، بتعزيز الرعاية الصحية للأم والطفل كرافعة أساسية لبناء جيل سليم وقادر على المساهمة في تنمية الوطن.
وتُرافق الحملة وسائل تواصل متنوعة سمعية بصرية ورقمية، تم تطويرها بشراكة بين وزارة الصحة والمبادرة الوطنية، بهدف توسيع دائرة التوعية وضمان فعالية الرسائل الموجهة للفئات المستهدفة.
بذلك، تؤكد هذه الدينامية المجالية والتشاركية انخراط مختلف المتدخلين المحليين في تنزيل الأهداف النبيلة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتحقيق أثر ملموس على صحة الأمهات والأطفال، كأولوية استراتيجية في تنمية الرأسمال البشري الوطني.