الرئيسية اراء ومواقف السرديات الزائفة والصور النمطية تنهار أمام الحقيقة.. فيديو مؤثر إسباني مرموق يشهد: المغرب أكثر أماناً مما تتخيلون..

السرديات الزائفة والصور النمطية تنهار أمام الحقيقة.. فيديو مؤثر إسباني مرموق يشهد: المغرب أكثر أماناً مما تتخيلون..

كتبه كتب في 17 فبراير 2025 - 23:30

مصطفى وغزيف

في زمنٍ باتت فيه الصورة أداة لصياغة الواقع، وحيث تتحكم السرديات المسبقة في تشكيل الانطباعات، يبرز دور التجربة الشخصية في تصحيح المغالطات وكسر الحواجز الذهنية. هذا ما حدث مع المؤثر الإسباني المعروف على منصة “تيك توك” باسم @Ramontelli، الذي قلب الطاولة على الخطابات السائدة حول المغرب، ليكشف للعالم حقيقة مختلفة عن هذا البلد الذي يزخر بالأمان والدفء الإنساني.

من الخوف إلى الانبهار..

حين وطأت قدماه المغرب أول مرة، حمل الشاب الإسباني في جعبته مخاوف متوارثة، تغذيها بعض الروايات الإعلامية التي تصور البلاد كوجهة محفوفة بالمخاطر. كان شديد الحذر، مترددًا في استخدام هاتفه في الأماكن العامة، متوجسًا من السرقة، بل واتخذ احتياطات مبالغ فيها عند التعامل مع المال. لكن، وكما يقال، التجربة خير برهان.
بعد خمس زيارات متتالية، خرج Ramontelli برسالة واضحة وصريحة: “المغرب أحد أكثر البلدان أمانًا التي زرتها في حياتي”. فيديوهاته، التي حصدت نحو 70 ألف مشاهدة، لم تكن مجرد شهادة عابرة، بل إعادة صياغة لصورة المغرب في المخيال الإسباني، حيث أكد أن الصرامة القانونية ضد الجريمة وحسن الاستقبال الذي وجده لدى المغاربة جعلاه يشعر براحة وأمان يفوقان ما كان يتوقعه.

القوانين الصارمة والأمان الاجتماعي.. من أسرار الطمأنينة في المغرب

أحد العناصر التي سلط عليها الضوء في تجربته هو المنظومة الأمنية الصارمة في المغرب، حيث أشار إلى أن القوانين القوية ضد الجريمة تجعل السرقات والاعتداءات أمرًا نادر الحدوث، مقارنة ببعض الدول الأوروبية. بل ذهب أبعد من ذلك حين قال: “إذا ضبطتك الشرطة تسرق، فالأفضل لك أن تغادر البلاد قبل أن يتم الإمساك بك”، قال مازحاً في إشارة إلى الجدية التي تتعامل بها السلطات مع مثل هذه الجرائم.
لكن الأمان في المغرب لا يُختزل فقط في القوانين، بل يتجلى أيضًا في النسيج الاجتماعي الذي يقدّس قيم الاحترام والضيافة. فقد شدد المؤثر الإسباني على أن المغاربة، على اختلاف شرائحهم، أظهروا له كرمًا وإنسانية لم يكن يتوقعهما، وهو ما دفعه إلى إعادة النظر في الأحكام المسبقة التي كان يحملها قبل زيارته الأولى.

ما وراء السرديات السلبية.. هل حان وقت تصحيح الصورة؟

ما كشفه Ramontelli يسلط الضوء على قضية أعمق تتعلق بكيفية تشكّل الصور النمطية عن الدول، خاصة في ظل وسائل الإعلام التقليدية التي أحيانًا ما تركز على الجوانب السلبية دون منح الفرصة للواقع ليتحدث عن نفسه. المغرب، كوجهة سياحية عالمية، ليس بمنأى عن هذه الظاهرة، حيث لا تزال بعض الخطابات الإعلامية الأوروبية تصور البلاد من خلال عدسة ضيقة لا تعكس غناه الثقافي، ولا التطور الذي عرفه في السنوات الأخيرة.
لكن، ومع انتشار المحتوى الرقمي وتزايد تأثير المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي، بات من الممكن إعادة رسم معالم الصورة الحقيقية، بعيدًا عن التحيزات المسبقة. الفيديو الذي نشره Ramontelli، والتفاعل الكبير الذي حظي به، دليل قاطع على أن التجربة المباشرة قادرة على تفكيك الصور النمطية وإعادة بناء الثقة بين الشعوب.
يُجمع زوار المغرب، سواء من المؤثرين أو السياح العاديين، على أن البلاد تقدم تجربة سياحية غنية تجمع بين الأمان، والتنوع الثقافي، والجمال الطبيعي. من أزقة فاس العتيقة إلى شواطئ الصويرة، ومن جبال الأطلس إلى صخب الأسواق المغربية، يجد الزائر نفسه في بلد يجمع بين الأصالة والانفتاح، وبين التراث والتطور.

إن شهادة *Ramontelli* ليست سوى حلقة في سلسلة طويلة من الاعترافات الدولية التي تؤكد أن المغرب ليس فقط بلدًا آمنًا، بل أيضًا وجهة تستحق الاكتشاف بعيدًا عن المقولات الجاهزة.

ختامًا.. المغرب كما لم يره البعض من قبل

في عالم تسوده العولمة الرقمية، لم يعد بالإمكان احتكار السرديات، ولم يعد للروايات المسبقة نفس التأثير الذي كانت تحظى به في الماضي. اليوم، التجربة هي التي تتحدث، والواقع هو الذي يفرض نفسه. والمغرب، بما يزخر به من مقومات، يثبت يومًا بعد يوم أنه أكبر من أي صورة نمطية، وأجمل من أي حكم مسبق.

 

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.