أكد نزار بركة، وزير التجهيز والماء، أن المغرب لا يزال يواجه تحديات كبيرة في توفير الموارد المائية، حيث سجل نقصًا بنسبة 65% في التساقطات المطرية مقارنة بالسنوات العادية. وأوضح الوزير أن المغرب يهدف إلى إنتاج مليار و700 مليون متر مكعب من المياه المحلاة بحلول عام 2030، ضمن خطة شاملة لتحسين الوضع المائي.
تحسن في التساقطات والواردات المائية
في جلسة الأسئلة الشفهية، أوضح الوزير أن السنة الفلاحية الحالية شهدت تحسنًا ملحوظًا، حيث بلغ معدل التساقطات المطرية 50 ملم حتى 6 ديسمبر 2024، بزيادة 83% مقارنة بالعام الماضي. كما وصلت الواردات المائية إلى السدود إلى مليار و79 مليون متر مكعب، بفائض نسبته 119% مقارنة بالسنة الماضية. وارتفعت نسبة ملء السدود إلى 29.13% مقارنة بـ 23.7% في نفس الفترة من العام الماضي، ما يعادل زيادة بمليار متر مكعب في حجم المياه المخزنة.
توجيهات ملكية ومشاريع استراتيجية
وأشار بركة إلى أن التوجيهات الملكية ركزت على ضمان توفير مياه الشرب بنسبة 100% ومياه السقي بنسبة 80%. وتم اتخاذ خطوات مهمة لتحقيق ذلك، منها تسريع بناء السدود الجديدة، حيث اكتملت هذا العام خمس سدود: مدز، فاسك، أݣدز، تودغا، وتيداس. كما تم العمل على ربط الأحواض المائية، إذ تم تشغيل الشطر الاستعجالي بين حوض سبو وحوض أبي رقراق، مع خطة لتمديد الربط إلى سد المسيرة لتخفيف نقص المياه في منطقة أم ربيع.
تحلية المياه والاقتصاد في الاستهلاك
كشف الوزير أن القدرة الإنتاجية لمحطات تحلية المياه ارتفعت من 45 مليون متر مكعب عند بداية عمل الحكومة الحالية إلى 270 مليون متر مكعب، مع هدف الوصول إلى مليار و700 مليون متر مكعب بحلول 2030. كما أشار إلى جهود تحسين كفاءة استخدام المياه، بالعمل على تقليص الضياعات للوصول إلى مردودية 80% في قنوات مياه الشرب والسقي.
دعم العالم القروي
وفي إطار توفير المياه للعالم القروي، أعلن بركة عن استخدام 582 شاحنة صهريجية و42 محطة لتحلية المياه الأجاجة، إضافة إلى اقتناء 200 محطة متنقلة لتحلية المياه. وقد استفاد حوالي 2.7 مليون شخص في المناطق القروية من هذه التدابير.
تعزيز مياه السقي
أكد الوزير تخصيص أكثر من 55% من الموارد المائية للسقي هذا العام، لضمان استمرارية الإنتاج الزراعي، بينما خُصص 45% لتلبية احتياجات مياه الشرب، بهدف تحقيق توازن بين الأمن المائي والاحتياجات الفلاحية.
تعد هذه الخطوات جزءًا من استراتيجية وطنية طويلة الأمد لمواجهة التحديات المائية وضمان استدامة الموارد الحيوية للمغرب.