بلغ عدد العاملات الموسميات اللواتي التحقن بالعمل في حقول الفراولة في هويلفا الإسبانية خلال الموسم الماضي حوالي 16 ألف عاملة. ومن المتوقع أن يشهد القطاع توسعًا في استقدام المزيد من العاملات الموسميات من المغرب، وفقًا لما أعلنته جمعية منتجي ومصدري الفراولة “Freshuelva”.
يأتي هذا التوسع استجابةً للنقص الذي شهده الموسم السابق في اليد العاملة، حيث بقيت حوالي 3000 وظيفة شاغرة من العدد المقرر للعاملين الموسميين، مما أثر بشكل ملحوظ على الإنتاج الزراعي في هويلفا، التي تعد واحدة من أهم مراكز إنتاج الفراولة في أوروبا.
وأشارت الجمعية إلى أن هذا التوسع يتزامن مع إدخال مشاريع تجريبية تهدف إلى تحسين ظروف العمل وزيادة كفاءة التوظيف في هذا القطاع الحيوي، مع فتح المجال لاستقدام عمال من جنسيات إضافية، خاصة من دول أمريكا اللاتينية.
تأتي هذه الجهود في إطار التعاون المستمر بين إسبانيا والمغرب، الذي يُعتبر شريكًا رئيسيًا في برنامج الهجرة الدائرية للعمال الموسميين، حيث يتم التعاقد مع آلاف العاملات المغربيات سنويًا للعمل في مزارع الفراولة الإسبانية. هذه العقود الموسمية تسهم في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتوفير فرص عمل مهمة لعدد كبير من الأسر المغربية.
انطلق برنامج الهجرة الدائرية بين المغرب وإسبانيا في عام 2006، ويستهدف النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 25 و40 سنة، بشرط أن تكون لديهن خبرة فلاحية وأن ينحدرن من مناطق قروية، وأن يكن متزوجات أو مطلقات أو أرامل، ولديهن طفل واحد على الأقل دون سن 18 عامًا.
بدأ البرنامج بتوقيع 5000 عقد في عام 2007، وارتفع إلى 17 ألف عقد في عام 2009، لكنه انخفض إلى 2000 عقد بين عامي 2012 و2016، قبل أن يرتفع مجددًا إلى 14,750 عقدًا في عام 2019، ثم 7083 عقدًا في عام 2020، ليصل إلى حوالي 16 ألف عقد في الموسم الحالي.