بمدينة بيوكرى، حاضرة إقليم اشتوكة أيت باها، تلتئم قوة الكلمة والفكر واستشراف التنمية الثقافية بالمنطقة، في أول اجتماع للمكتب الإقليمي لرابطة كاتبات المغرب فرع اشتوكة أيت باها بعد تجديد هياكله لتعزيز روح جديدة من التعاون والتنسيق. ولم يكن الاجتماع مجرد لقاء عادي، بل كان له الطابع التحفيزي بجرعات فائقة من الطاقة الإيجابية والحماس لإنجاح التجربة القادمة من البرامج الثقافية.
وافتتح الاجتماع بكلمة ترحيبية مؤثرة من رئيسة الفرع، تعبّر فيها عن امتنانها لحضور السيدات الأعضاء وتفانيهن في الاستجابة للدعوة، قبل قراءة سورة الفاتحة ترحما على أرواح ضحايا زلزال الحوز وشهداء غزة وفلسطين الصامدة، وعلى روح الفقيدة الراحلة لطيفة الوحداني، رئيسة فرع سيدي افني المناضلة. كانت هذه اللحظة تذكيرًا بالقضايا الإنسانية والاجتماعية التي يجب على الكاتبات أن يمثلن صوتًا قويًا يعبر عن التضامن والتعاطف إزاءها.
جاء اللقاء ليشكل منصة حوارية لمناقشة قضايا محلية وجهوية تهم مجال نشاط فرع رابطة كاتبات المغرب في أشتوكة أيت باها، حيث تبادلت الحاضرات الأفكار والآراء وأبدين انخراطهن الجاد والمسؤول في خدمة هذا الصرح الثقافي الهام.
خلال المناقشة المستفيضة، تم التأكيد على أهمية الانفتاح على العالم القروي وخلق فضاء عام للحوار والتفاعل مع باقي فعاليات المجتمع المدني. ولم يقتصر الحديث على النظرة الداخلية فقط، بل تم التشديد على أهمية التواصل والتنسيق مع رابطة كاتبات إفريقيا والتعاون الإقليمي والدولي لتعزيز القضايا النسوية في المجال الثقافي والاجتماعي.
وتعبيرًا عن التزامهن بتحقيق التنمية الثقافية والاجتماعية بالمنطقة، أعربت جميع العضوات عن أهمية تظافر الجهود والتعاون بينهن، كلٌ حسب تخصصها ومسؤوليتها، من أجل إنجاح البرنامج السنوي لأنشطة الفرع، الذي يراد له أن يشكل قيمة مضافة حقيقية في تعزيز المشهد الثقافي الإقليمي والجهوي. وتعكس هذه الروح الجماعية والتفاني الجاد إرادة قوية لتحقيق التأثير الإيجابي في المجتمع المحلي.
تجدر الإشارة إلى أن رابطة كاتبات المغرب تتميز بدينامية فريدة وانفتاح على المجالات المتجددة في الإبداع الثقافي والفني، كما تعمل على تعزيز التواصل والتعاون على المستوى الوطني والإفريقي والمتوسطي. وتؤكد هذه الإسهامات الدور المهم الذي تلعبه الرابطة في تعزيز الهوية الثقافية والإنسانية بصفة عامة.
هذا الاجتماع الحافل بالأفكار والتطلعات، يشكل أرضية تجديد الثقة القوية في قدرة رابطة كاتبات المغرب فرع اشتوكة أيت باها على تحقيق الإيجابية وتحقيق النجاحات الكبيرة في المستقبل، وتبقى الأمل مشتعلاً في قلوب النساء القادمات لتكون عناصر فاعلة في النهضة الثقافية والاجتماعية للمنطقة.