أثار انحسار البحر عن “تيليفيريك” سيدي إفني دهشة الساكنة، بعد أن ظل جزء منه تحت المياه لعقود خلت، لكن تراجع البحر لمسافة أمتار قليلة مكن من رؤية أساسه مجددا. وقد اعتبر انحسار البحر ظاهرة طبيعية عادية تحدث من حين لآخر.
وهذه المعلمة هي إحدى بقايات التواجد الاسباني بالمنطقة، وكانت من بين مجموعة من البنايات التي أنشأها المستعمر، خاصة الميناء الذي حرص على تجهيزه لتوطيد تواجده بها حتى يتمكن من ربط المدينة بأوربا.
المدينة عرفت حركة تجارية مهمة، ولكون البر يعرف ترملا يعيق إيصال البضائع القادمة على متن السفن، قام الإسبان ببناء أول “تيليفيريك” في إفريقيا منذ سنة 1962 ، كان ينقل البضائع من قعر السفن القادمة من إسبانيا نحو البحر.
وقد استغرق العمل على إنشائه 3 سنوات، حيث كلف أزيد من 4 ملايين دورلا، ومكن من نقل البضائع والمسافرين من السفن إلى اليابسة على متن العربات على مسافة 1300 متر، لأن الشاطئ كان يعرف ترملا ويصعب معه رسوها، كما كان من الصعب بناء ميناء من طرف الاسبان، ولعل بقايا سفينتين إسبانيتين تعطلتا عند بلوغها الميناء دليل على الحركة التجارية التي نشطت بالمدينة.
وما يزال “التيليفيريك” قائما، يحتاج إلى الصيانة لاستغلاله ولو من الناحية التاريخية والسياحية، فقد علاه الصدأ وبقيت الأبراج منتصبة دون كابلات، والعربات معلقة بصفائح حديدية صفراء، فيما سبق لفعاليات جمعوية أن طالبت من الجهات المعنية باستغلاله من الناحية السياحية ، لكونه يوثق لمرحلة تاريخية واقتصادية عرفتها المدينة خلال التواجد الاسباني بها، بل وتلتمس إعادة الاعتبار للبنايات التاريخية وتصنيفها كتراث وطني.
أمينة المستاري