في خطوة رمزية ذات أبعاد استراتيجية، اختار حزب التجمع الوطني للأحرار مدينة الداخلة لاحتضان اجتماع مكتبه السياسي، اليوم الجمعة 2 ماي 2025، موجها رسائل حاسمة على مستويين: الأول، نحو خصوم الوحدة الترابية، بتجديد التأكيد على مغربية الصحراء كقضية وطنية مصيرية لا تقبل المساومة، والثاني، نحو المشككين في أداء الحكومة، من خلال تسليط الضوء على ما يعتبره الحزب “منجزات اجتماعية غير مسبوقة”.
إشادة بالقيادة الملكية ودعم لمقترح الحكم الذاتي
محمد أوجار، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، أكد أن اختيار الداخلة مكاناً لهذا الاجتماع يأتي تكريماً للنجاحات الدبلوماسية التي حققتها المملكة في ملف الصحراء، مشيداً بـ”الرؤية المتبصرة والشجاعة السياسية” لجلالة الملك محمد السادس. كما ذكّر بمواقف الملك الحاسمة التي جعلت من قضية الصحراء معياراً أساسياً في علاقات المغرب الدولية، ما أسفر عن تغييرات نوعية في مواقف عدد من الدول الداعمة للمقترح المغربي.
وأبرز أوجار أن الجهود الدبلوماسية الملكية أسهمت في تعزيز الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي باعتبارها الحل الواقعي والوحيد لتسوية النزاع المفتعل، مشيراً إلى تفهم متزايد للموقف المغربي داخل مجلس الأمن، والاتحاد الأوروبي، ومختلف التكتلات الإقليمية والدولية.
رسائل لخصوم الوحدة الترابية ودعوة إلى التعبئة
في رسالة واضحة لخصوم الوحدة الترابية، شدد أوجار على أن عقد الاجتماع في الداخلة يحمل دلالة قوية على مغربية الصحراء، داعياً إلى تقوية الجبهة الداخلية والتعبئة الوطنية لمواجهة المناورات اليائسة، ومواصلة الترافع الجاد عن الحقوق المشروعة للمملكة.
كما أشار إلى المشاريع التنموية الكبرى التي تشهدها الأقاليم الجنوبية، مبرزاً أن الداخلة تحولت إلى ورش تنموي مفتوح يعكس الجهود المتواصلة التي تبذلها الدولة لتكريس نموذج تنموي شامل بهذه الأقاليم.
رد على المشككين في أداء الحكومة
بدوره، وجه لحسن السعدي، عضو المكتب السياسي للحزب، رسائل ضمنية لمنتقدي الحكومة، وخاصة أولئك الذين وصفوا الأداء الحكومي بأنه “ليبرالي وموجه للأثرياء”. وأكد أن الحكومة الحالية برئاسة عزيز أخنوش فاجأت هؤلاء الخصوم، بإطلاق مشاريع اجتماعية كبرى جعلت منها، حسب تعبيره، “أكثر حكومة اجتماعية في تاريخ المغرب”.
وسلط السعدي الضوء على أبرز الإنجازات الاجتماعية، من بينها مشروع الدعم الاجتماعي المباشر، توسيع التغطية الصحية، والرفع من الأجور، مؤكداً أن المغرب يعيش “ثورة اجتماعية حقيقية” تحتاج إلى تواصل فعّال لشرحها للمواطنين، في ظل محاولات البعض طمس هذه الجهود بنشر السلبية.
إطلاق جولة “مسار الإنجازات” لتعزيز القرب
من جهته، أعلن محمد أوجار عن إطلاق جولة وطنية أطلق عليها الحزب اسم “مسار الإنجازات”، تشمل مختلف جهات وأقاليم المملكة، وتهدف إلى استعراض حصيلة العمل الحكومي في لقاءات تواصلية مفتوحة مع المواطنين، المنتخبين، والمجتمع المدني. وتهدف هذه الجولة إلى تشجيع التقييم الموضوعي والإصغاء إلى تطلعات المواطنين من أجل تطوير الأداء الحكومي وإعداد رؤية تنموية جديدة في أفق 2030.
نحو برنامج انتخابي واقعي استعداداً لـ2026
عمر مورو، عضو المكتب السياسي للحزب، وصف اجتماع الداخلة بالمحطة السياسية الهامة، مشيراً إلى أن الرئيس عزيز أخنوش قدّم خلاله عرضاً مفصلاً حول تطورات ملف الصحراء، كما نوه بنتائج الحوار الاجتماعي مع النقابات، معتبراً أنها تعكس التزام الحكومة بنهج تشاركي مسؤول.
وأضاف مورو أن الجولات الميدانية التي أطلقها الحزب من الداخلة ستشكل قاعدة لبناء برنامج انتخابي واقعي وشامل استعداداً للاستحقاقات الانتخابية لسنة 2026، في انسجام تام مع توجه الحزب المبني على القرب والانفتاح وخدمة المواطن.