الرئيسية ارشيف باحثان مغربيان يقترحان ممرا بحريا استراتيجيا يربط الصين بروسيا وإفريقيا عبر الداخلة

باحثان مغربيان يقترحان ممرا بحريا استراتيجيا يربط الصين بروسيا وإفريقيا عبر الداخلة

كتبه كتب في 3 مايو 2025 - 21:17

اقترح باحثان مغربيان إنشاء ممر بحري استراتيجي عابر للقارات يربط الصين وروسيا بإفريقيا عبر ميناء الداخلة الأطلسي، في خطوة قد تعيد رسم خريطة التجارة العالمية وتُحدث تحولات لوجستية وجيوسياسية كبرى.

جاء هذا الإعلان خلال تقديم دراسة علمية على هامش فعاليات “الحوار المفتوح حول مستقبل العالم”، المنعقدة في العاصمة الروسية موسكو بين 28 و30 أبريل الجاري، ضمن مشروع المنصة الجديدة للنمو الدولي.

الدراسة التي أعدها كل من يونس بنان، رئيس معهد الدراسات الاجتماعية والإعلامية بالمغرب، والدكتورة سناء حواتا، أستاذة بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، تحمل عنوان: “طريق البحر الشمالي والممر العابر للقارات: ربط الصين وروسيا وإفريقيا عبر ميناء الداخلة الأطلسي”.

ويطمح هذا المشروع، وفق ما كشفه الباحثان، إلى تقليص المسافات التجارية بنسبة تصل إلى 40% مقارنة بالممرات التقليدية مثل قناة السويس، وتخفيض التكاليف اللوجستية بنسبة تتراوح بين 20 و30%، إضافة إلى خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 25% عبر الاعتماد على سفن صديقة للبيئة تعمل بالهيدروجين الأخضر.

وتقترح الدراسة تنفيذ المشروع على مراحل تشمل تعزيز التعاون بين المغرب وروسيا والصين بدعم من تحالف “بريكس+” والاتحاد الإفريقي، إلى جانب تحديث البنية التحتية لميناء الداخلة، ليصبح قادراً على استقبال السفن العملاقة، مع بناء مرافق نقل متعددة الوسائط تشمل سككاً حديدية وطرقا سريعة.

ويتضمن المشروع إنتاج نحو 500 ميغاواط من الهيدروجين الأخضر في الداخلة، ما من شأنه دفع التحول نحو الطاقة النظيفة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، فضلا عن خلق ما يقدر بـ100 ألف فرصة عمل في إفريقيا عبر برامج التدريب والتصنيع المحلي.

وفي ما يتعلق بالأثر الجيو-استراتيجي، توقعت الدراسة أن يكون للمشروع تأثير مباشر على 15 دولة، مع تموقع المغرب كمركز لوجستي رئيسي بنسبة 90%، تليه الصين وروسيا كشريكين رئيسيين بنسبة 85% و80% على التوالي. كما سيمكن الممر الجديد من خفض تكاليف التأمين بنسبة 30% مقارنة بالممرات البحرية المضطربة مثل البحر الأحمر.

وتطرقت الورقة إلى “طريق الشمال البحري” (RMN) الذي يعبر المحيط المتجمد الشمالي بمحاذاة السواحل الروسية، باعتباره ممرا بديلا لقناة السويس، مشيرة إلى أنه لا يتاح طوال العام بسبب القيود المناخية.

ولم تغفل الدراسة الإشارة إلى هشاشة الممرات البحرية التقليدية، مثل قناة السويس التي تمر منها نحو 12% من حركة الشحن العالمية، موضحة أن هذه الممرات أصبحت عرضة للاضطرابات الجيوسياسية والتغيرات المناخية، مثلما حدث خلال أزمة جنوح سفينة “إيفر غيفن” في مارس 2021، كما تواجه قناة بنما تحديات مرتبطة بسعتها المحدودة وتأثرها بالظروف المناخية.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.