الراشيدية:إسماعيل أيت حماد
أكد المشاركون في يوم دراسي جهوي حول التتبع الفردي لحالات الهدر المدرسي بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة درعة تافيلالت على أهمية إيجاد حلول ناجعة للحد من هذه الظاهرة، من خلال دراسة الأسباب الحقيقية واقتراح حلول عملية وفعالة تساهم في تعزيز استمرارية التلاميذ في الدراسة وضمان تكافؤ الفرص التعليمية لجميع الفئات الاجتماعية.
ويأتي تنظيم اللقاء الذي ترأسه نهاية الأسبوع المنصرم مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة درعة تافيلالت، بمدرج المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالرشيدية، تفعيلا لمقتضيات القانون الإطـــار رقــــم 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، وتنزيلا لأهداف خارطة طريق الإصلاح التربوي 2022-2026، خاصة الهدف الاستراتيجي الثالث المتعلق بتقليص نسبة الهدر المدرسي إلى الثلث في أفق سنة 2026، ومن أجل معالجة ظاهرة الهدر المدرسي و محاربتها على مستوى جهة درعة تافيلالت، من خلال مقاربة أسبابها وتداعياتها وبسط الإجراءات المتخذة لمواجهتها، وذلك بتنسيق وتعاون مع كافة المتدخلين والفاعلين والشركاء.
وخلال كلمته الافتتاحية، أكد مولاي عبد العاطي الأصفر مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة درعة تافيلالت أن” هذه الظاهرة لا تمثل فقط تحديًا تربويًا، بل إنها تمسّ جوانب اجتماعية واقتصادية وتنموية عديدة، مما يجعلها مسؤولية مشتركة تتطلب جهودًا متضافرة من مختلف الفاعلين في المجتمع. كل من زاوية اختصاصه ومجال اشتغاله.” كما أشار في مداخلته أنه رغم الجهود المبذولة على مستوى السياسات التربوية وبرامج الدعم الاجتماعي، إلا أن نسب الانقطاع عن الدراسة لا تزال مقلقة، خاصة في بعض المناطق القروية وشبه الحضرية، حيث تتداخل عوامل اجتماعية مع عوامل ثقافية وأخرى تربوية، مما يحول دون استمرار العديد من التلاميذ في مسارهم التعليمي.
وحذر مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة درعة تافيلالت، من التداعيات الخطيرة لظاهرة الهدر المدرسي التي تمتد من التأثير على الفرد نفسه إلى مختلف مستويات المجتمع، وتتسبب في ارتفاع نسبة الأمية، و معدلات البطالة، إضافة إلى تفاقم المشاكل الاجتماعية مثل الفقر والانحراف وغيرها. وتساهم كذلك في ضعف التنافسية على المستوى الاقتصادي والتنموي.
وتميزت أشغال هذا اليوم الدراسي، بحضور النائب الأول للوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالرشيدية، وكذلك ممثل عن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة والمديرون الإقليميون ومدير المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين ورؤساء أقسام العمل الاجتماعي بعمالات أقاليم الجهة ومجموعة من مديري المصالح اللاممركزة للدولة إضافة إلى مجموعة من رؤساء الأقسام والمصالح بالأكاديمية والمديريات التابعة لها إلى جانب مجموعة من الأطر الإدارية والتربوية والفاعلين التربويين وممثلين عن جمعيات المجتمع المدني.
وشهد اللقاء تقديم عرض حول نتائج الدراسة الجهوية حول تتبع حالات الهدر المدرسي بجهة درعة تافيلالت خلال الموسم الدراسي 2023-2024، كما تناولت مداخلة اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة درعة موضوع “الهدر المدرسي وفعلية الحق في التعليم”،ومن جهة أخرى أبرزت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة درعة تافيلالت مجهوداتها لمحاربة الهدر المدرسي من خلال تعزيز خدمات الدعم الاجتماعي بالجهة؛ ودور برنامج إعداديات الريادة والدعم التربوي في التقليص من حدة الهدر المدرسي.
كما شهد اللقاء عرض تجربة جمعية ”إغيل لتنمية الساكنة الجبلية” في محاربة الهدر المدرسي؛ وذلك لمقاربة المجهودات المبذولة من قبل المجتمع المدني لمحاربة الهدر المدرسي.