من أيت باهاـ عزيز جوبي
تواصل جبال ايت باها حضورها الصامد بالأطلس الصغير نتيجة مجموعة من التحولات التي أخضعتها عبر التاريخ،فهي واحدة من المناطق الجبلية الفريدة التي تجمع بين التاريخ العريق والتراث الثقافي المتميز،هذا الجانب دفعها لتحتضن بمقر جماعة أيت باها يوم أمس الأحد 01 دجنبر 2024 ندوة وطنية حول موضوع : “أيت باها الذاكرة المجال التراث” من تنظيم جمعية تيليلي ن أدرار بشراكة مع مركز سوس للتنمية الثقافية وبتعاون مع المجلس الجماعي لأيت باها ساهم في تأطيرها عدة باحثين ومنتخبين وفعاليات جمعوية بالمنطقة.
أدرار ن أيت باها دفع مجموعة من الباحثين والأساتذة الجامعيين لانجاز كتاب جماعي يجمع اسهاماتهم خلال أشغال هذه الندوة الوطنية فيما يخص الروافد الاقتصادية والاجتماعية لهذه المناطق باعتبارها ملتقى الثقافات ومجالا لتفاعلات مشتركة أثرت بشكل كبير على التراث المحلي وعلى الموارد الطبيعية من خلال التفوق الذي أظهره السكان في استغلالهم لهذه الموارد البيئية،وكذلك تأثير الممارسات الثقافية المرتبطة بالذاكرة الشفوية ،اضافة الى العلاقات الاجتماعية المرتبطة بالمجتمع الجبلي.
وبصفته فاعلا ترابيا وشريكا أساسيا في حلقة التنمية استفرد رئيس جماعة أيت باها محمد اليوربوعي في تصريح لجريدة سوس بلوس الكنز الذي تختزنه جبال ايت باها معتبرا أن توثيق هذا التراث المحلي في كتاب جماعي هو استمرار لتوثيق الذاكرة الجماعية وتوفير مرجع علمي حول خصوصيات هذه المناطق.
وخلال مداخلته مع الباحثين أكد المسؤول الجماعي أن “الذكاء الترابي يجب أن ينبني على حسن تدبير عوامل الانتاج بجماعة أيت باها عبر تدبير الوفرة وتنمية الاقتصاد المحلي في ظل منظومة هشة تتميز بتراجع ساكنة الجبال فلا يمكن تصور تنمية ترابية بدون بشر وبدون سوق استهلاكية واسعة وأنشطة متعددة تعزز التنافسية”.
و أكد رئيس جماعة ايت باها أن هذه الجبال يسود فيها نمط اقتصادي قائم على اقتصاد الندرة والصمود “اقتصاد عيش لا تموت” بسبب وجود يد عاملة ضعيفة وغير مؤهلة وضعف الموارد المائية ومحدودية مردودية الانشطة الاقتصادية المحلية،كذلك الظروف الصعبة التي يمر منها الانسان الجبلي رغم المعارف والمهارات التي اكتسبها في نمط انتاج قبلي متنوع ومنظم.
واعتبر اليوربوعي أن تدبير عوامل الندرة في ظل مجتمع متعلم،يوازيه غياب مؤسسات لتكوين المهارات ،مؤكدا: “لاتنمية بقرارات ممركزة وبنخب محلية محدودة،مما يتطلب تطوير قطاعات اقتصادية دات بعد تنموي تسويقي.”
سوس بلوس توجهت بسؤالها للمسؤول الترابي الاول بهذه الجماعة ،ماهي رؤيتكم المستقبلية كمجلس منتخب بأيت باها للحفاظ على التراث المحلي؟،
ومجيبا عن سؤالنا أكد محمد اليوربوعي :”أن الحفاظ على تراثنا المحلي هو مسؤولية جماعية تتطلب تضافر جهود الجميع.حيث اضاف المسؤول الجماعي أن هذا التراث هو هويتنا، وهو الذي يميزنا عن غيرنا، وهو الرابط الذي يجمعنا بأجدادنا،وبالتالي فنحن منفتحون على المجتمع المحلي وعلى الساكنة لصياغة تصور استراتيجي حول سبل حسن تدبير والحفاظ على هذا التراث وعلى استدامة الموارد،ونرحب باقتراحات الباحثين واسهاماتهم لمساعدتنا على اعداد خطة والباب مفتوح للجميع.”
رئيس المجلس الجماعي لأيت باها ختم حديثه المطول مع سوس بلوس مشيرا: “إن الهدف الاساسي من تنظيم هذه الندوة هو البحث عن سبل الاستفادة من هذا التراث ليكون ضمن روافد التنمية الشاملة والمندمجة في بعدها الاقتصادي بالمنطقة باعتبارها جماعة ترابية نائية ،رغم المؤهلات التي تتوفر عليها،حيث تعاني من عدة اكراهات تنموية خاصة في الميدان الاقتصادي، نتمنى تطوير الصناعة الثقافية لتكون موردا وقطاعا من قطاعات التنمية بجبال ايت باها.”
