بمناسبة الذكرى الـ49 للمسيرة الخضراء المظفرة يحتفل الشعب المغربي، غدا الأربعاء 6 نونبر 2024، بهذه الملحمة الساطعة في مسار الكفاح الوطني من أجل استكمال الاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية للمملكة. في أجواء من الحماس الفياض، والتعبئة المستمرة، واليقظة الموصولة حول قضية الوحدة الترابية.
في السادس من نونبر سنة 1975، انطلقت اعداد غفيرة من المواطنين المغاربة المتطوعين من كل فئات، بامر من الملك الراحل الحسن الثاني، بنظام وانتظام صوب الأقاليم الصحراوية لتحريرها، بقوة الإيمان وبأسلوب سلمي وحضاري قل نظيره.
ولم تجد سلطات الاحتلال من سبيل سوى الرضوخ لإرادة الملك والشعب في استكمال وحدة الوطن، أمام العزيمة الراسخة للحشود الغفيرة المسلحة بالمصحف الشريف والعلم الوطني، من اجل الإعلان عن انتهاء احتلال الأقاليم الجنوبية، ليصبح بذلك هذا الحدث ملحمة تاريخية شدت أنظار العالم وخلفت أصداء على نطاق واسع.
وما كان لهذه الملحمة إلا أن تتكلل بالنصر للمغاربة الذين رفعوا راية الوطن في سماء العيون بتاريخ 28 فبراير 1976، إيذانا بانتهاء فترة الاحتلال والوجود الأجنبي في ربوع الصحراء المغربية، ليليها استرجاع إقليم وادي الذهب في 14 غشت 1979، وهو ما جسد عبقرية الملك الراحل الذي استطاع بأسلوب حضاري وسلمي فريد نابع من قوة الإيمان بالحق وبعدالة القضية الوطنية من أجل استرجاع الأقاليم الجنوبية.