عرف اليوم الثالث من أطوار محاكمة الفنانة المغربي سعد لمجرد في قضية اتهامه باغتصاب وضرب الفرنسية لورا بريول، عدة تطورات، من بينها تقديم لمجرد لاعترافات جديدة، وبكاؤه خلال جلسة الاستماع.
وروى النجم المغربي المعروف في العالم العربي، تفاصيل ما حصل عند لقائه الشابة في أكتوبر 2016.
وتطابقت روايته في البداية مع رواية لورا، ومفادها أن اللقاء بينهما حصل في ملهى ليلي فخم في العاصمة الفرنسية، ثم انتقلا إلى غرفته في الفندق.
إلا أن الرواية بين الاثنين اختلفت فيما يتعلق بما حدث داخل الغرفة، إذ ادعت أنهما تبادلا القبل قبل أن يضربها فجأة على رأسها، ثم اغتصبها، قبل أن تنجح في صدّه من خلال “عضه ولكمه”، وتغادر الغرفة.
لكن لمجرد قال أمام القاضية فريديريك ألين، إن الاثنين كانا “يخلعان ملابسهما عندما شعر بخدش مؤلم جدا على ظهره”، مضيفا: “فعلت شيئاً ندمت عليه، دفعتها على وجهها بوحشية. لقد كان رد فعل لا إراديا، لست فخورا به”، مذكّرا بأنه كان قد شرب الكحول وتعاطى مخدر الكوكايين.
واستطرد: “حضرة الرئيسة، أقولها اليوم وسأقولها حتى الرمق الأخير: أنا، سعد لمجرد، لم أمارس الجنس إطلاقا مع لورا ب. بأي طريقة”، حسب ما ذكرت وكالة “فرانس برس”.
ومن دون أن يستدير، توجه إلى لورا قائلا: “آسف لرد الفعل العنيف هذا، لم أكن أريد أن أجعلك تبكين”.
وظل سعد ينظر إلى لورا التي لم ترفع رأسها نحوه، وبدأ يبكي قائلا: ” اعلمي يا لورا أنني لست أفضل حال منك، فعائلتي وسمعتي على المحك. أحاول جاهدا الحفاظ على ابتسامتي، وأصنع الفيديوهات لكسب المال فقط ».
وتابع باكيا: «لم أكن أريد إيذاءك ولا إيذاء نفسي»، ثم توجه إلى والدة لورا قائلا: «أود أن أعتذر منك أيضا، لم أكن أريد إرعاب ابنتك».
وانهار سعد بالبكاء، وهو يحكي عن إلغاء حفلاته، والحملات المسيئة التي تعرض لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وعاد لمجرد مجددا لاستئناف روايته عن الواقعة، قائلا: «أنا لا أقول بأن لورا تكذب، لكنها كانت مخطئة، فقد هددتني بالاتصال بالشرطة بعد خروجها من الحمام وشعرت بالخوف فحاولت تهدئة الأمور، وقد كان بإمكانها المغادرة لأن باب الغرفة لم يكن مقفلا».
وأضاف: «طلبت مني لورا مكعبات الثلج ولم أفتح باب الغرفة بأكمله لأنني كنت نصف عار، فساعدتها في وضع الثلج على جسدها».
وعن قصة منحه النقود للورا مقابل صمتها، أكد سعد أنه منحها النقود فقط لأنه كان يعلم بأنها لا تحمل شيئا معها، وهذا ما قالته له عندما لم تتمكن من دفع ثمن سيارة الأجرة، تابع: «أما السوار فأعطيته لها كهدية لا غير».
وأنكر أيضا سعد أن يكون قد طلب من لورا أن تتزوج به، وأضاف: «عندما كانت تريد المغادرة أردت أن أحضنها لأودعها، إلا أنها اعتقدت أنني كنت سأعنفها، ففرت هاربة وهذا ما دفعني إلى الإمساك بقميصها، وقد ندمت على هذا التصرف كثيرا».
وبرر لمجرد موقفه قائلا: «لقد ارتبكت، لأنني كنت أرى الشرطة، مستقبلي، وكل الأمور السيئة التي يمكن أن تقع لي».
لحق سعد بلورا بعد خروجها من غرفته، حيث كان قلقا جدا بسبب أتعاطيه للمخدرات والخمر في تلك الليلة، وعلم بعد ذلك أن عمال الفندق سيتصلون بالشرطة، وهذا ما دفه إلى التوسل إليهم حتى لا يفعلوا ذلك.
واعترف سعد أيضا بأنه قال لأحد العمال، أنهم لا يمتلكون أي دليل، ولكنه أكد أن لم يعرف ما السبب الذي دفعه إلى قول ذلك.
بعد عودته إلى غرفته، اتصل سعد بمدير أعماله، ومساعده، ليخبرهم أن هناك سوء تفاهم قد وقع مع امرأة، وأن الأمور تعقدت.
وبعد سؤاله عن قضيتي نيويورك، وسان تروبيز، رفض سعد الخوض في هذا الموضوع بحجة أنه مركز على هذه القضية الآن.
وطلبت النيابة العامة الفرنسية، الخميس، بسجن الفنان المغربي سعد لمجرد، 7 سنوات بتهمة الاعتداء الجنسي، وذلك بعد أن نفى، أمام محكمة الجنايات في باريس أن يكون اغتصب شابة فرنسية تدعى لورا، أو اقام علاقة جنسية معها.
وقال المدعي العام، جان كريستوف موليه، في نهاية مرافعته أمام محكمة الجنايات، إن سعد لمجرد مذنب بارتكاب أعمال اغتصاب”، مطالبا أيضا بحظر دخوله إلى فرنسا لخمس سنوات بعد قضاء عقوبته.
وأضاف موليه أنه في محاكمات الاغتصاب “كثيرا ما نسمع عن تصريحات مقابل تصريحات، لكن قبل التصريحات هناك الحقائق”.