يبدو أن ساكنة مدينة تاونات تعيش في عالم ومدن المغرب في عالم آخر، فقد وصل الاستخفاف واللامبالاة إلى حد التجوال في الأسواق والمتاجر والحديقة العمومية… بدون كمامات، حتى تكاد توحي لك مظاهر الحياة بأننا في زمن “ما قبل كورونا”.
فباستثناء حالات قليلة جدا، غابت الكمامات عن وجوه ساكنتها، في استهتار واضح بالإجراءات الاحتياطية التي تدعو وزارة الصحة والداخلية إلى احترامها… وغاب التباعد وحل محله التقارب الاجتماعي في المقاهي حيث تجاوز عدد الرواد في الطاولة 5 أشخاص، أما الحديقة الوحيدة بالمدينة فتعج عند كل مساء بالأطفال والنساء والشبان في تجاهل تام بخطورة الوباء الذي ينشر جناحيه ببعض المدن خاصة طنجة.
الإقليم الذي سجل إلى حدود الآن 46 حالة، آخرها بتاونات المدينة، يعيش أجواء عادية فالاستعدادات سارية على قدم وساق لاستقبال عيد الأضحى، المتاجر مكتضة ومزدحمة، الشوارع تعج بالمارة… استهتار وتقاعس واضحين وتعليق شبه موحد يواجهك البعض به : “حنا ماعندناش كورونا”.
غياب الوعي بخطورة الوضع الذي يعيشه المغرب، في ظل استمرار تسجيل حالات يومية تصل أحيانا 300 وما فوق، لم يقنع بعد ساكنة تاونات بضرورة أخذ الحيطة والحذر، واتخاذ الاحتياطات الضرورية من قبيل الكمامات، التباعد الاجتماعي، تعقيم المشتريات وغسل اليدين بالصابون …
وضع يدعو المسؤولين لاتخاذ التدابير اللازمة من أجل السيطرة على حالة الاستخفاف التي تعم المدينة، وتحصينها بالوعي الكافي بأهمية وقانونية التدابير والإجراءات الاحترازية للحيلولة دون حدوث ما لا يحمد عقباه.
سوس بلوس