يبدو أن رقعة الاحتقان داخل أوساط مهنيي قطاع الإنتاج السمعي البصري، الذي وصل إلى حد المطالبة برحيل كل من وزير الاتصال، مصطفى الخلفي، والمدير العامّ للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، فيصل العرايشي، بـ”الرحيل”، بدأت تتسع، مع مهنيي الحقل الأمازيغي، الذينوجهوا سهامهم الغاضبة صوب القناة الأمازيغية واتهموا مسؤولي الإنتاج بالفوضى والاستغلال، خلال شهر رمضان.
المركز المغربي للإعلام الأمازيغي، قال إن باقة برامج القناة الثامنة “تامازيغت” خلال شهر رمضان الجاري، عرفت نقصا واضحا في جودة أغلبها، حيث رصد في بلاغ له، “ضعف المضمون والجودة التقنية والفنية واللغوية” في بعض البرامج التلفزيونية الأمازيغية، ما اعتبره خرقا واضحا للالتزامات المتعاقد عليها بين القناة وشركات الإنتاج، “أغلب هذه الأخيرة ما تزال تعمل بمنطق: “إنها فقط قناة تامازيغت”، في تبخيس وتحقير واضح للمشاهد وللمشتغلين بهذا المجال”.
وتابع المركز الإعلامي بالقول إن القناة تكرس لمنطق “التبعية وضرب المكتسبات الدستورية” عن طريق إلزامية وضع الترجمة بالعربية لجميع ما يبث في القناة الثامنة من برامج (sous titrage)، واصفا الأمر بـ”عدم المساواة” بين اللغتين الرسميتين للبلاد، مقابل أن القناة الأولى لم تقم مثلا بترجمة مختلف أعمالها بتيفيناغ، يضيف البيان.
كما رصد المركز المذكور “الغياب التام” لأية برامج أمازيغية بقنوات الرابعة والسادسة والسابعة والرياضية وميدي 1 وقناة العيون الجهوية، ولأية برامج أمازيغية رمضانية بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية (الأولى) وكذا شركة صورياد (القناة الثانية)، وهو ما اعتبره “تكريسا للتهميش الممنهج” الذي يطال الأمازيغية بهاتين القناتين، الأمر الذي يخالف “بشكل صريح ما جاءت به دفاتر تحملات الحكومة الحالية”.
إبراهيم المرابط، رئيس المركز المغربي للإعلام الأمازيغي، قال في تصريح ، إن الحقل الإعلامي بالمغرب، خاصىة بالقناة الأمازيغية، يكرس “الفوضى في اللهجات”، بسبب ما وصفه عدم وضع محددات واضحة في ترجمة الأعمال المقدمة للقناة بمختلف اللهجات الأمازيغية، “أي سوسية وريفية وأطلسية..”، مشيرا أن هذه الفوضى من شأنها أن تخلق نوعا من الصراع الخفي بين هذه اللهجات وأبنائها.
ويقترح الفاعل الإعلامي، في هذا الصدد، استحضار تجربة قناة العيون الجهوية، بإنشاء قنوات أمازيغية جهوية، تبث باللهجات الأمازيغية التابعة للمناطق المختلفة، على أن تبث البرامج الكاملة على القناة الأمازيغية الثامنة بشكل مركزي، باللغة الأمازيغية المعياريّة.
ورغم ذلك، يسجل المرابط نقطتَيّ ضوء في البرامج المقدمة بالقناة الأمازيغية خلال رمضان الجاري، تتمثل في “إنتاج برامج جديدة بأفكار إبداعية جيدة وأصيلة”، و”تطور مستوى بعض البرامج في المضمون والجودة التقنية والفنية”، إلا أن ذلك لم يعف، حسب المرابط، من رصد وضعية مزرية يعيشها صحفيو الإعلام الأمازيغي، “هناك فوضى عارمة إذ تقوم الشركات الخاصة باختيار طاقم إعداد البرامج الامازيغية بناء على ‘السعر المنخفض’ لا على التخصص والمؤهلات المهنية والعلمية”.
ويكشف المركز المغربي للإعلام الأمازيغي عن وجود من أسماهم “لوبيات الإعلام” ومن “يستغل الإعلام الأمازيغي مطية لتحقيق المصالح الشخصية ومصدراً للريع”، مشيرا أن تلك اللوبيات تتواجد داخل شركات إنتاج ومتدخلين ووسطاء وموظفين وغيرهم، مطالبا بـ”قطع الطريق” أمامهم و”تعريضهم للمساءلة القانونية”.
ووجه المركز أصابع المسؤولية لوزارة الاتصال، التي قال إن الفوضى والاستغلال تحصل أمام أنظارها، دون ممارسة كامل اختصاصاتها وأي جرأة، فيما دعا إلى ضرورة رصد القناة لجودة الأعمال المقدمة من طرف شركات الانتاج ورفض بث غير الصالح منها، مع “حماية حقوق المشتغلين في الاعلام الأمازيغي”.
طارق بنهدا