دعا المشاركون في يوم دراسي نظم أمس السبت بأكادير، حول “البعد القروي والسياحة الإيكولوجية في المناطق الخلفية”، إلى العمل على خلق منتوج سياحي تتكامل فيه عروض البحر والمدينة والقرية ضمن رؤية مجالية متكاملة ومندمجة.
وشدد المشاركون، في التوصيات الصادرة في أعقاب هذا اللقاء، على ضرورة خلق ترابط في العرض السياحي بين الأبعاد الشاطئية والحضرية والقروية في إطار رؤية سياحية تستحضر تنمية المجال بشكل مهيكل ومندمج.
وأكدوا على أهمية سن سياسات متكاملة تضع نصب العين النهوض بالمؤهلات والطاقات المحلية وتنمية الأنشطة المدرة للدخل والمنتجة لمناصب الشغل وتغيير بعض التصورات والسلوكيات بما يتيح التفاعل مع الأشخاص وتشجيع التعارف المتبادل.
واعتبروا أن المدخل الأساس هو العمل على ربط السياحة بأنشطة تستجيب للحاجيات الأولية للساكنة المستقبلة للزوار، ضمن مقاربة تشاركية وتضامنية تجعل من النشاط السياحي رافعة للتنمية تصل آثارها وثمارها إلى قلب العالم القروي.
ودعوا، في هذا السياق، إلى إبراز خصوصية المنتجات السياحية المقترحة عبر الاستفادة من تكنولوجيا الإعلام والتواصل و الاستهداف الدقيق والمدروس للزبناء وتنويع المنتوج، دون إغفال المحافظة على الموارد والإرث الطبيعي والعمل على إدراج المكون الثقافي والسهر على حمايته.
وأوصوا أيضا بإدماج البعد البيئي في كل مخططات التنمية ووضع استراتيجية تجارية مشتركة لترويج المنتجات السياحية المقترحة وتشجيع وتنويع الشراكات، لاسيما منها تلك التي تتيح إمكانية التشبيك وتبادل الخبرات والتجارب.
وأبرز المشاركون أهمية تقوية الكفاءات والموارد البشرية من خلال التكوين وتأهيل جميع المهن السياحية وإشراك الجماعات القروية وتحسيس المنتخبين وتحسين شروط الاستقبال والخدمات في مؤسسات الإيواء السياحية.
كما شددوا على أهمية فتح تمثيليات للمكتب الوطني المغربي للسياحة بكل من أكادير وورزازات وإشراك الجامعة في تعليم اللغات والترجمة والتخفيف من العبء الضريبي على الأنشطة السياحية بالوسط القروي، وإحداث موقع إلكتروني على شبكة الإنترنت يقدم معلومات ضافية حول الإيواء والمسالك السياحية والأنشطة الثقافية والمؤهلات الطبيعية.
وتخللت أشغال هذه الندوة، التي نظمها المجلس الجهوي للسياحة أكادير سوس ماسة درعة بتعاون مع شبكة تنمية السياحية القروية والمكتب الوطني المغربي للسياحة، مائدة مستديرة وعرض حول “السياحة الإيكولوجية والسياحة القروية والسياحة المستدامة” قام بتنشيطها الخبير الدولي آلان لوران.
وتميز هذا اليوم الدراسي بحضور والي جهة سوس ماسة درعة عامل عمالة أكادير إداوتنان، إلى جانب أزيد من 200 شخص، من بينهم على الخصوص ممثلو عدد من الهيئات الدولية ومهنيو القطاع السياحي وجامعيون وفاعلون مؤسساتيون ومنعشون بالوسط القروي وفاعلون جمعويون وممثلو عدد من التعاونيات النسوية.
سوس بلوس , و م ع