تستأنف غدا الثلاثاء 3 شتنبر 2013 شغيلة قطاع التعليم عملها بتوقيع محاضر الدخول والاستعداد لبدء العمل يوم الأربعاء 11 شتنبر بالنسبة لأساتذة التعليم الابتدائي ويوم الخميس 12 شتنبر بالنسبة للثانوي الاعدادي والثانوي التأهيلي، وحسب المقرر الوزاري 1942/3 فإن الاسبوع الأول سيخصص للمسائل التقنية والتربوية المرتبطة بالموسم الدراسي(: ـ توزيع الأقسام والتلاميذ ـ توزيع استعمالات الزمن - التسجيلات الجديدة ـ الانتقالات ـ إعداد الوثائق التربوية) وكل هذا ستراقبه لجان مركزية وجهوية وإقليمية.
ويأتي الدخول المدرسي لهذه السنة في ظل مجموعة من المستجدات السياسية والتربوية وعلى رأسها. الخطاب الملكي الأخير الذي قدم فيه صاحب الجلالة خارطة طريق من أجل إصلاح المنظومة، فقد تحدث صاحب الجلالة عن كون التعليم رهانا هاما وأولوية وطنية وجب ايلاؤه العناية اللازمة بعيدا عن كل صراعات سياسية ومزايدات ايديولوجية داعيا كافة الفاعلين في جميع الحقول السياسية والاقتصادية والتربوية وكل الجمعيات ذات الصلة بالتفكير في الحلول وترجمة ما جاء في الخطاب الى مخطط على أرض الواقع.
ترجمة تستدعي فتح حوار وطني ونبذ الخلافات والابتعاد عن الحلول الترقيعية والارتجال. مخطط يستحضر ربط التكوين المهني بسوق الشغل وهو ما وضع الخطاب الأخير كرهان هام وأساسي ، إضافة إلى رهانات التربية على المواطنة وجودة التعليمات باستحضار المكونات الثقافية والهوياتية والحضارية للشعب المغربي.
كذلك تم تعيين السيد عمر عزيمان كرئيس منتدب للمجلس الأعلى للتعليم من أجل حث الحكومة على وضع القوانين التنظيمية لهذا المجلس في انتظار قيامه بالدور المنوط به في المجال التربوي.
مستجد آخر لايقل أهمية وهو ما جاء في تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي حول التعليم، حيث تحدث في الفقرة 33 منه على كون الاصلاحات التي اتبعتها الحكومة في مجال التربية والتكوين لم تحقق الأهداف المرجوة منها خصوصا الأهداف 5 و 6 و 7 ونتيجة هذه الرتب الأخيرة للمغرب سواء على المستوى العربي الإفريقي أو العالمي ودعوته الى إصلاح مستعجل للمنظومة.
سياسيا يتزامن الدخول المدرسي مع حكومة مازالت تبحث عن ترميم أطرافها وهو ما يجعله مفتوحا على المجهول في حالة عدم نجاح رئيسها في ذلك وتقديم تنازلات يكون ضحيتها المتعلمون والمتعلمات..
الوزارة نفسها أصدرت مقررا تنظيميا حول الدخول المدرسي ورغم ما يشوبه من ملاحظات مهمة تحول دون تحقيق الأهداف المرجوة منه، فوزارة التربية الوطنية تتغيا منه الكثير، ونفس الشيء بالنسبة للدلائل التربوية الجديدة الخاصة بهذه السنة. مستجد آخر يتعلق باستعداد مجموعة من الفئات لافتتاح الموسم بالاضرابات والاحتجاجات، فمنشطو التعليم الأولي من المحتمل أن ينظموا وقفة احتجاجية اليوم أمام الوزارة، وسيحتج المفتشون أمام باب الرواح يوم 3 أكتوبر، فيما الاحتجاجات والاعتصامات متواصلة لأساتذة سد الخصاص. هذه المستجدات وحصيلة الحكومة في ميدان التعليم بعض انقضاء سنتين من ترسيمها سيتناولها بالتحليل والمناقشة ملحق تربويات.
