تشهد دار الولادة التابعة للمركز الصحي إنزا، شمال مدينة أكادير، أزمة متصاعدة بسبب الخصاص الحاد في القابلات، ما يُهدد بشكل جدي استمرارية خدمات الولادة، خصوصًا خارج أوقات الدوام الرسمي. هذا الوضع، إن استمر، قد يؤدي في القريب العاجل إلى توقف تام لخدمات التوليد خلال الليل وعطلات نهاية الأسبوع، مما سيجبر النساء الحوامل على التوجه نحو مستشفى الحسن الثاني بأكادير في ظروف صحية ونفسية حرجة.
ورغم أن المسافة بين إنزا ومستشفى الحسن الثاني ليست بعيدة، إلا أن خطر الولادة المفاجئة أثناء التنقل، وتأخر وصول سيارة الإسعاف، وغياب التدخل الطبي الفوري، كلها عوامل تُعرض حياة الأمهات والمواليد لمخاطر لا يُستهان بها.
ووفق مصدر نقابي، فإن المندوبية الجهوية للصحة قامت مؤخرًا بتعيين إحدى القابلات المنتقلات إلى الإقليم بشكل مؤقت بدار الولادة بإنزا، في خطوة وُصفت بالاستعجالية لحل هذا المشكل. غير أن هذا التعيين لم يدم سوى أسبوعًا واحدًا، لأسباب تظل غير واضحة، حيث اعتبر المصدر أن المرفق العام يجب أن يظل فوق كل تدخل، لأنه يخدم الحق في الحياة وليس أجندات شخصية أو مؤقتة”.
ويُشدّد الفاعلون المحليون على أن المغرب في طريقه لترسيخ ثقافة التطوع وخدمة الصالح العام، فكيف يُقبل التراجع عن أداء الواجب المهني داخل مؤسسة حيوية تُعنى بصحة الأمهات والمواليد؟ إن هذه الممارسات غير المهنية تُضعف الثقة في المؤسسات وتُناقض الرهانات الكبرى التي ترفعها البلاد في مجال تعزيز منظومة الصحة العمومية.
أمام هذا الواقع، تُجدد ساكنة إنزا دعوتها لوزارة الصحة والمندوبية الجهوية للتدخل العاجل، وضمان توفير العدد الكافي من القابلات بدار الولادة، واستمرار خدماتها في كل الأوقات، بما يحفظ كرامة المواطن ويضمن حقه في العلاج والرعاية
