الرئيسية عدالة عيون المغرب التي لا تنام…جدل بعد كل ضربة موجعة تصيب العناصر الارهابية

عيون المغرب التي لا تنام…جدل بعد كل ضربة موجعة تصيب العناصر الارهابية

كتبه كتب في 20 فبراير 2025 - 22:50

نجح المغرب يوم امس الاربعاء في تفكيك مجموعة من الخلايا الارهابية التي كانت تعتزم  القيام بانشطة اجرامية، وسلسلة تفجيرات في العديد من المرافق العمومية والخاصة، قصد زعزعة استقرار وامن البلاد وترهيب المواطنين. ورغم اليقظة الكبيرة للعناصر الامنية وبراعتهم في افشال هذه المخططات الاجرامية، والتي تم توثيقها بالصوت والصورة، يدعي بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، انها “مجرد مسرحيات ومشاهد تمثيلية لاستعراض القوى لا غير”، متسائلين “كيف تنجح الدولة في افشال هذه المخططات قبل وقعوعها، في حين ان حتى اقوى الدول استخباراتيا لم تنج في ذلك؟”،  في محاولة للتقليل من مجهودات العناصر الامنية وتشويه صورة البلاد.

عيون لا تنام

قد يظن الشخص العادي ان المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني او المكتب المركزي للأبحاث القضائية أو “إف بي آي” المغرب كما يسميه البعض، هما مجرد مؤسسات امنية عادية، وان العاملين بها مجرد اشخاص عاديين يضعون اغطية على وجوههم كما يظهر جليا على مواقع التواصل الاجتماعي او قنوات التلفاز.

غير ان الامر يعد ابعد من ذلك بكثير، فعيون المخابرات منتشرة في كل مكان، بدءا بالمواطنين العاديين اللذين يبلغون عن اي جريمة  كبيرة كانت او صغيرة، وصولا الى عناصر المخابرات اللذين يختبئون خلف شخصيات اجتماعية، فقد ترى الواحد منهم يتجول على هيئة متشرد يجمع القمامة في احد الاحياء، او متسول يجول الازقة والشوارع لسعي الناس، وكل هؤلاء وغيرهم يجمعهم هدف واحد، ومهمتهم الأساسية هي اقتفاء أثر الافراد اللذين تحوم حولهم الشبهات، او اللذين يشكلون خطرا على امن الدولة.

من المقدم الى طاولة المخابرات 

تمتد اذرع السطة الامنية وتتشعب داخل مرافق الدولة وشوراعها، والتي تجمع المعلومات عن الأشخاص المشتبه فيهم وتترصد بكل ساكنة او متحركة، ولعل من ابرز هذه الاذرع المقدم او الشيخ، الذي خصص له مكان قريب من المواطنين يعيش معهم جنبا الى جنب، ويشاركهم انشطتهم اليومية وافراحهم واحزانهم، وهذا ما مكنه من معرفة معلومات عديدة عنهم، كأسمائهم، وعناوينهم بيوتهم، وتواريخ ميلادهم، وكيف يعيشون، وماذا يكسبون، الى اصغر التفاصيل.. حيث تنتقل هذه المعلومات عبر سلسلة تضم القائد والباشا والوالي وصولا الى طاولة المخابرات. وقد ترتبط هذه المعلومات التي يوفرها المقدم اوالشيخ، بنشاط ديني لفرد او جماعة خارج عن الاعتدال، او بنشاط سياسي فردي او جماعي خارج المتوافق عليه، وقد تكون حركة نقابية، اوحقوقية، او لربما قد يرتبط الأمر بمخالفات في مجال البناء أو التعمير، الى الجانب التبليغ عن اعمال مشبوهة، لهذا كان للمقدم دورا كبيرا في تفكيك مجموعة من الخلايا الإرهابية في المملكة.

اجهزة تقنية استثنائية

لا يمكن الحديث عن المخابرات المغربية دون الحديث عن التكنولوجيا التي يتم تسخيرها جنبا الى جنب مع العنصر البشري، وهي اجهزة متطورة تضم اقمارا صناعية، واجهزة تنصت، وبرامج التتبع والرصد والتعرف على الوجوه، وبرامج مراقبة الإنترنت والموجات الرادارية والرنينية وغيرها. كما تتوفر المخابرات المغربية على قاموس من الكلمات بأغلب اللغات المتداولة في المغرب، وكل مكالمة تتضمن كلمة مشبوهة مثل ارهاب، تفجير، مخدرات… يتم تسجيلها تلقائيا لتبدا عملية تحليلها. الى جانب هذا تتوفر المخابرات المغربية على اجهزة تفكيك المتفجرات، والحفاظ على مسرح الجريمة، ومختبرات علمية تضم اخر الاجهزة الحديثة، تشرف عليها فرق امنية خضعت لتدريبات خاصة في مجال  الامن السبيراني والمعلوماتي، يتم اختيار اعضائها بناءا على دراسة معمقة، لمواكبة التطور العلمي والتكنلوجي. وقد ظهر هذا خلال معرض الامن الوطني الذي اقيم في مدينة اكادير في  17 مايو 2024، والذي ابان عن التطور الكبير الذي وصل إليه الجهاز الامني المغربي، في سبيل اقتفاء أي أثر سواء كان صغيرا أو كبيرا قد يشكل تهديدا لامن الدولة.

اشادات دولية 

بفضل نجاحها في تفكيك العديدة من الخلايا الارهابية على المستوى الدولي، والاطاحة بكبار رؤوس المافيا العالمية، واخطر المجرمين المطلوبين دوليا، حظيت المخابرات المغربية باشادات دولية، واعتبر المغرب كشريك دولي موثوق به يحظى باحترام دول عديدة. كما وشحت صدور رؤساء مؤسساته الامنية والاستخبراتية بالعديد من الاوسمة الفخرية كان اخرها الى حدود كتابة هذه الاسطر، توشيح المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، بتاريخ 16 فبراير 2025 بتونس العاصمة، بوسام الأمير نايف للأمن العربي من الدرجة الأولى، الذي يمنح للشخصيات الأمنية القيادية التي كان لها دور مهم وإسهام متميز في ضمان الأمن والاستقرار على المستوى العربي.

 

وبهذا نقول الى ابواق الاعلام المعادي للمغرب، والى الذباب الالكتروني الذي يسعى جاهدا الى تشويه سمعة بلاده خدمة لاجندة خارجية، ان المغرب سائر في طور التقدم في شتى المجالات رغم المشاكل الداخلية التي لم تسلم منها حتى كبريات الدول المتقدمة، محافظا على وحدته الترابية، ومعتزا بهويته التاريخية تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس حفظه الله.

 

فارس الحكيمي

صحافي متدرب

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.