أعلنت الجمعية الإسبانية لدراسات الاتصالات الثابتة عبر مضيق جبل طارق (Secegsa)، التابعة لوزارة النقل الإسبانية، عن إطلاق حملة بحثية زلزالية جديدة لتقييم إمكانية إنشاء نفق يربط المغرب بإسبانيا. المشروع، الذي يهدف إلى بناء نفق بطول 40 كيلومترا (منها 28 كيلومترا تحت الماء)، يتطلب دراسة شاملة لتحديد مدى قابليته للتنفيذ في منطقة تعرف بتعقيدها الجيولوجي.
ولتطوير الدراسات، طرحت الحكومة الإسبانية مناقصة لتأجير أربعة أجهزة قياس زلازل، قابلة للشراء، بقيمة 487.872 يورو، لاستخدامها في تحليل قاع البحر في المضيق لمدة ستة أشهر. وتهدف الدراسة إلى إجراء أول تقييم للمخاطر الزلزالية بالمنطقة منذ عشر سنوات، لتوفير بدائل البناء، وتقييمات السلامة، وتقديرات الميزانية المتعلقة بالمشروع على الجانبين المغربي والإسباني.
العقد، الذي تم إبرامه رسميا في 6 نونبر 2024، يشمل توريد أجهزة قياس زلازل متطورة قادرة على العمل في أعماق تصل إلى 6000 متر تحت مستوى سطح البحر. وستُستخدم هذه الأجهزة في حملة الأبحاث الزلزالية المسماة “Capitán de Navío Manuel Catalán Morollón”.
وأوضحت وسائل إعلام إسبانية أن التحديات الرئيسية التي تواجه المشروع تشمل النشاط الزلزالي الناتج عن اصطدام الصفائح التكتونية، بالإضافة إلى تأثير التيارات البحرية والمد والجزر والجيولوجيا المعقدة للمضيق.
يُذكر أن المشروع استعاد زخمه السياسي بعد تحسن العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا في أبريل 2022، وإعلان رئيسة النقل الإسبانية خلال الاجتماع رفيع المستوى بين البلدين في فبراير 2023 عن إعطاء دفعة جديدة لما وصفته بمشروع استراتيجي مشترك. كما زاد الاهتمام بالنفق بعد الإعلان عن تنظيم مشترك لكأس العالم 2030 بين المغرب وإسبانيا والبرتغال.
