متابعة من تارودانت ـ عزيز جوبي
في ظروف صعبة وتزامنا مع دخول موجه بارد قارس تعيش مجموعة من الأسر بنواحي تارودانت،ضحايا زلزال الحوز معاناة تلو أخرى،عائلات وأسر بحاجة ماسة اليوم للعناية والمتابعة جراء الأوضاع المأساوية التي أصبحت عليها قرى جبال تارودانت والحديث هنا عن مناطق تكوكة ،تيزي نتاست ،تافنكولت أوناين ،تالكجونت وغيرها من الجماعات التي نخرها الزلزال وشرد سكانها بالكامل وتركهم عرضة للبرد والأمطار والاخطار الطبيعية في فصل الشتاء.
أطفالا ونساء ورجالا وشيوخا وعجزة،مع حلول فصل الشتاء،في اليومين الأخيرين شهدت هذه المناطق القروية اجتياحا موسعا لموجة برد قارس ،ازدرد خلاها الوضع وتضاعفت خلالها المعاناة،حيث تشتكي الساكنة من قساوة البرد والصقيع الذي ينخر أجساد من يقضون ليالي في خيام بلاستيكية لم تقدر على إيوائهم من حدة البرد ،وموجة صقيع تلفح الوجوه الشاحبة، رغم كثرت حملات الايواء التي يقودها المجتمع المدني والسلطات ومدى نجاعتها لمواجهة حدة هذه المشاكل.
وأنت تجالس هؤلاء المستضعفين تحت خيام بلاستيكية،حكايات تقشعر لها الأبدان من أناس عاشو التهميش على مضى سنوات ولا زالو يعانون من ويلات التشرد إزاء من خلفه الزلزال من بؤس وفاقة وتردي أوضاعهم الاجتماعية والنفسية.
عبارات مؤثرة وموحدة لأناس بسطاء فقدوا قواهم ووهنت أجسادهم، وودَّعوا حياتهم وتركوها خلفهم يبكون ضعفهم حاملين وزرهم لوحدهم، بعد أن أفنوا حياتهم في تأمين عيشهم وعيش أسرهم وأبنائهم فوجدوا أنفسهم في نهاية مشوارهم مشردين تائهين بعد أن فاجأتهم فاجعة زلزال الحوز، فأفقدتهم توازنهم، وخطفت من بين أيديهم أعز وأغلى مايملكون.
