اقدم مجهولون ليلة الاثنين تحت جنح الظلام وفي عملية خطيرة وغير مسبوقة، بالتسلل الى ضريح الولي الصالح سيدي الحسن بن عيسى ، المتواجد بمقبرة لوضا ايمسكر بجماعة ايموزار اداوتنان، فقاموا بنبش قبره لاسباب مازال التحقيق فيها جاريا.
ويعتبر الولي رمزا روحيا بالمنطقة ككل لما له من مكانة في نفوس احفاده بقبيلة آيت ناصر المجاورة، وما يناله من احترام لأجيال متعاقبة لما عرف عنه من خير وإحسان ونشر للعلم اتجاه ابناء المنطقة. يعود تاريخ تشييده الى ازيد من 500 عام .
المجهولون اقدموا على هذا الفعل بالفؤوس والمعاول كنا قاموا بسرقة بقايا العظام وتخريب التابوث مخلفين اكواما من الاحجار والاتربة.
وفور علمها بهذا الفعل الشنيع أصدرت “جمعية الشرفاء الادارسة أحفاد الولي الصالح سيدي الحسن بن عيسى” بيانا استنكاريا شديد اللهجة تندد فيه ب” هذا الفعل الاجرامي الذي يمس بحرمة القبور و الاعتداء على الاضرحة القديمة التي تصنف نوعا من التراث،كما ان الإسلام جعل حُرمة الميت كَحُرْمة الحيّ، فحرَّم أن يُوطأ قبره أو تُقضى عنده الحاجة أو تُوضع القاذورات بِقرب قبره او تعريضه للنبش والتخريب، سواء القبور او الاضرحة”، وبناء عليه تطالب الجمعية بفتح تحقيق معمق ومتابعة الجناة المحتملين والضرب بيد من حديد لكل من سولت له نفسه المس بحرمة الموتى.
كما أثارت هذه الجريمة استياءا محليا واسعا لما يمثله الضريح من رمزية لدى السكان
ومباشرة بعد علمها بالحادث، شرعت السلطات المحلية تحت إشراف قائد قيادة ايموزار مشكورا في فتح بحث و تحقيق معمق بالتنسيق مع عون السلطة مقدم منطقة ايمسكر وكذلك قائد سرية الدرك الملكي لايموزار ومندوبية الاوقاف والشؤون الإسلامية لاكادير اداوتنان وجمعية احفاد الولي الصالح
ومن المرتقب أن يقف التحقيق على المسببات والدوافع الحقيقية لهذا العمل الاجرامي، وما إن كانت له علاقة بعملية البحث عن كنوز محتملة، او استغلال عظام ورميم الولي في اعمال السحر، ام ان الامر يتجاوز ذلك الى محاولة طمس وإخفاء ما تبقى من هوية ومعالم وآثار الضريح التاريخي بهدف زرع الفتنة واستفزاز احفاد الولي الصالح والنيل من سمعتهم وشرفهم ، مستغلين هشاشة بناية الضريح الذي يعاني من التقادم والتشقق بفعل عوامل الطبيعة.
ورغم ما تقوم به الدولة ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، من مجهودات حثيثة في مجال حماية الأضرحة وصيانتها، إلا أن بعضها لم يستفد من هذه المجهودات، وطالها الإهمال والنسيان بل في بعض الأحيان التنكر للوعود التي قدمت بهذا الخصوص”.