أدين مؤخرا، راعي غنم ” سارح” يبلغ 38 سنة، بالسجن25 سنة نافذة بتهمة قتل فتاة حامل في عقدها الثاني سنة 2008. الضحية تتحدر من دوار الرباط بجماعة إغيل نومكون بإقليم تينغير، كانت على علاقة غير شرعية مع الراعي، ونتج عنه حمل، مما دفع أسرة الفتاة تطلب منه إبرام عقد الزواج خوفا من الفضيحة، لكن لم تمض أيام حتى اختفت الفتاة، مما أثار الخوف لدى أسرة الفتاة، وتقدمت إلى السلطات الأمنية بشكاية تفيد فيها الاختفاء الغامض لابنتها وتوجه شقيقها إلى بعض المدن التي عملت بها كخادمة، لكن كل محاولاته باءت بالفشل، لتشير أصابع الاتهام إلى الراعي.
مرت السنوات، وشاءت الصدف سنة 2015 أن يعثر مختل عقلي على عظام مجهولة بعد أن جرفتها السيول من المنطقة الجبلية المجاورة للدوار، فجمع العظام بالثياب التي وجدت معها، وتوجه نحو مقبرة الدوار لدفنها، وتصادف مرور عون سلطة شاهد ما يحاول المختل القيام به، فأوقفه واتصل بعناصر الدرك التي قدمت إلى عين المكان وتم تحويل العظام على فرقة التشخيص القضائي للدرك الملكي التي بأخذ عينات من لعاب بعض أفراد الأسرة من أجل مقارنتها مع الحمض النووي للعظام للتأكد من هوية صاحب العظام، وأكدت الخبرة الجينية تطابق تحليلات العظام مع الحمض النووي لأفراد أسرتها، وتطابقت تحاليل الحمض النووي لعظام الجنين مع الأب “الراعي”، في العلم الذي أكدت فيه التحاليل أن الضحية تعرض للضرب نتج عنه تكسير بعض العظام.
تقدمت أسرة الضحية بشكاية للنيابة العامة بابتدائية ورزازات، واتهمت بشكل صريح الراعي، هذا الأخير اعترف عند الاستماع إليه بكون الحمل جاء نتيجة علاقته بالفتاة، لكنه رفض قبلو طلب أم الفتاة بالزواج بابنتها وعوضا عن ذلك اتفق مع الضحية على الإجهاض ومنحها بعض المال للذهاب إلى مدينة أخرى لإجهاضه، حيث رافقها في الطريق وعاد إلى منزله، لكنه أمام المحكمة نفى ما جاء في تصريحاته، وأكد أن حملها لم يكن منه مما جعل هيئة الحكم لا تقتنع بإفادته، علما أن بعض الشهود أكدوا مشاهدتهم له رفقة الفتاة قبل اختفائها وكانت ترتدي نفس الملابس، رغم أن محاميه أكد للهيئة وجود نية سيئة لدى الأسرة لتصفية حساباتها معه، وأكد أن سبب الوفاة قد يكون سقوط الضحية كما أن الركن المادي غير متوفر في القضية، إلا ان المحكمة أكدت بدورها أن كل القرائن تؤكد قيام الراعي بالفعل الجرمي خاصة وقد تضاربت تصريحاته بين إنكار للحمل وإقرار به….لتتم متابعته بتهمة القتل مع سبق الإصرار والترصد.
أمينة المستاري
ج24
