استنفار أمني كبير وطلعات بمروحية عرفتها منطقة أورير بأكادير طيلة الأيام الخمسة الأخيرة، وانتهت بإطلاق الرصاص بسبب مجرم خطير بحوزته مسدس وسيفان وسكاكين لا تفارقه.
حوالي ستون دركيا برفقة كلاب مدربة، والعشرات من عناصر القوات المساعدة، وأعوان السلطة المحلية بجماعات أورير وأقصري وإيموزار، تجندت لتوقيفه في محاولتين.
الأولى بأورير طعن خلالها دركيا بسكين على مستوى الوجه وتمكن من الفرار. بينما دارت المعركة الثانية بجماعة أقصري وانتهت برصاصة أصابت فخذه كما تبين الصورة.
المتهم الملقب بـ«أفخار» قضى ست سنوات من السجن وخرج مؤخرا، ليقرر الانتقام ممن يعتبرهم «تسببوا له في السجن». مند خروجه في الآونة الأخيرة، تحوز على مسدس أوتوماتكيكي في ظروف غامضة، وأصبح يهدد ساكنة أورير، وأبرم علاقات متجذرة مع مروجي المخدرات بجبال المنطقة، يسلب الناس نقودهم جهارا ويختطف الفتيات ليحتجزهم ببيته لأيام لتلبية نزواته الجنسية.
وقد تمكن الدرك الملكي من مصادرة سلاحه الناري في إحدى المطاردات الأخيرة، وظل تحت الحراسة إلى يوم الخميس، فنجح في الافلات من مطاردة وصفت بالهوليودية قادتها مجموعة من رجال الدرك بمركز تغازوت، وتمكن خلالها من إصابة واحد منهم، ليلوذ بالفرار.
هذا الحادث جعل القيادة الجهوية للدرك تستنفر احتياطها، إلى جانب السلطات الملحية والقوات المساعدة لتمشيط جبال أورير، واعتقال الفار من العدالة في أقرب وقت بعدما تسلل الخوف إلى الساكنة.
مطاردة أفخار تعززت بطلعات استعملت فيها طائرة مروحية شاهدها السكان، تمشط تلك الجبال حيث يتحصن المتهم، وقد تسلل الملل إلى عناصر الدرك الملكي بعد أربعة أيام من البحث عن المتهم والمراقبة المتواصلة ليلا ونهارا دون جدوى، كما نصبت على الطريق حواجز للدرك مزودة بخيمة.
الجميع يبحث عن المتهم، وفي يوم أمس السبت بلغ إلى علم المحققين أن سائق طاكسي نقل أحد اصدقاء المتهم نحو الجماعة القروية أقصري، توجه بالأطعمة إلى عين المكان لتقديمها إلى المبحوث عنه الذي نال منه الجوع، ولاحظ باعة التحف للسياح بهذه المنطقة، تواجد شخص غريب عن القرية فأبلغوا الدرك الملكي بهذا المعطى.
وتجند الجميع لتطويق المكان ومحاصرته، وقد تمكن عند محاولة القبض عليه في المطاردة الثانية من تسديد ضربة إلى رأس دركي ثان، موجها طعنة سكين إلى قفصه الصدري، ومكنته الواقية الصدرية من تجنب تأثيرات طعنة قاتلة، كما حاول المبحوث عنه مهاجمة دركي بسيفه فتلقى من الجانب الآخر رصاصة على مستوى الفخذ أوقفت جبروته.
وقد تم نقل الدركي والمجرم الجريح على متن سيارة إسعاف يوم أمس، نحو المستشفى الجهوي الحسن الثاني، ومنه نقل إلى مستشفى ابن طفيل بمراكش لتوقيف نزيف حاد ناتج عن الرصاصة، الدركي الجريح بدوره نقل نحو المستشفى العسكري بإنزكان.
المتهم في بداية الثلاثينات من عمره، يجمع بين السرقة والاعتداء والاغتصاب، توفيت أمه، وعاش حياة قاسية في كنف زوجة الأب، قبل أن يخرج ليعيش حياة الإجرام والتشرد وينسج شبكة مع مروجي المخدرات والمنحرفين، فمطاردته أسفرت عن اعتقال سبعة مبحوث عنهم بأورير، إلى جانب إلقاء القبض لأول مرة عن «وحش إيموزار» المبحوث عنه منذ أمد طويل، بسبب ملف عريض من الجرائم متهم باقترافها.
إدريس النجار _ الأحداث المغربية
