في أحد المنازل الأثرية لواحدة من أهم الأسر الصحراوية بجماعة لقصابي –تكوست (حوالي 10 كلم جنوب غرب مدينة كلميم – باب الصحراء) يوجد واحد من أهم المتاحف العائلية بالصحراء،وهو متحف عائلة أهل السالك ،التي تنتمي إلى فخضة إنجورن- قبيلة أيت لحسن.المتحف يضم أزيد من 2200 وثيقة تاريخية، تؤرخ للتبادلات التجارية و الدبلوماسية خلال القرن الــ 20 بين القبائل الصحراوية و الدول الإفريقية جنوب الصحراء ،خصوصا دولة السنغال.
فكرة إنشاء المتحف انبثقت سنة 2009 حسب محمد سالم ولد احمد ولد السالك الحنفي ل”كود” ،”عندما طلبت مني جمعية تكوست للتنمية بلقصابي أن أمنحهم دار جدي- التي كانت تشكل برلمان القبيلة قبل وأثناء الاستعمار و التي يعود بناؤها إلى نهاية القرن الــ 19-لأجل إنشاء متحف تاريخي لحفظ ذاكرة قبيلة أيت لحسن ” ،ثم انتظرت إلى أن تقاعدت من وظيفتي بوزارة الداخلية وقمت بمساعدة الجمعية بترميم الدار وأنشأت بها خزانة لعرض مخطوطات الأسرة التاريخية،بالإضافة إلى متحف للزي الصحراوي ومتحف لبعض الأدوات ذات الاستعمال اليومي القديمة . متحف دار السالك،الذي شد أنظار الباحثين و المهتمين بالتراث من داخل المغرب ومن خارجه،لا يعرض وثائق العائلة وحدها بل أيضا وثائق عائلات صحراوية أخرى تنتمي لقبيلة أيت لحسن،إحدى أهم وأكبر القبائل الصحراوية يضيف الحنفي ل”كود”.هذه الوثائق التي لا زال معظمها قيد الدراسة و البحث تهم التبادلات التجارية وحقوق الإنسان، كما أنها تؤرخ لعلاقات الصداقة بين عائلة السالك وبعض الأسر المغربية المعروفة ،خصوصا عائلة بن جلون الفاسية.إضافة إلى كشفها عن الدور التاريخي الذي لعبته النخبة الاقتصادية الفاسية التي كانت تعيش في السنغال في إنعاش المبادلات التجارية بين المغرب و السنغال.
وريث أهل السالك يناشد عبر “كــود” الجهات المختصة، خصوصا وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية “بدعم المتحف الأثري كما يدعموننا مشكورين في مهرجان الجمل بكلميم” من أجل حفظ ذاكرة المنطقة و ذاكرة واحدة من أهم القبائل الصحراوية، حتى يتمكن الجيل الصاعد من التعرف على إرث أجداده.
وقال أيضا ل”كود” “لن أفرط في إرث أجدادي” رغم العروض التي يتلقاها من مجموعة من المؤسسات المغربية و الأجنبية من أجل منحهم الوثائق التاريخية و المخطوطات لعرضها”، كالإرسالية التي تعود إلى سنة 1926 من محمد سالم بن السالك إلى احمد بن السالك من أجل تزويد أعيان قبيلة أيت لحسن بالسلاح من السنغال لرد ما كان يعرف آنذاك بــ”السيبة”، و الوثيقة التاريخية التي أرسلها جده محمد سالم للأمين العام لعصبة حقوق الإنسان بباريس في يوليو 1914 والتي سبق للأمين العام للعصبة بباريس أن طلبها منه قبل حوالي 10 سنوات. جماعة لقصابي حسب بحث أركيولوجي قام به باحثون إسبان السنة الماضية بشراكة بين وزارة الثقافة المغربية و نظيرتها الإسبانية تضم أقدم مدينة تحت التراب في الجنوب المغربي وهي مدينة تكاوست التاريخية “التي كنا نسمع من أجدادنا أنه غمرتها الفيضانات” يقول السالك،كما تم اكتشاف عدة مآثر تاريخية وأدوات للاستعمال اليومي ومعمل قديم للزجاج بنفس الحفريات.
سوس بلوس , عن كود