لم تمض سوى أسابيع قليلة على احتفالات رسمية شهدتها مدينة صفرو على خلفية تتويج مهرجان «حب الملوك» تراثا ثقافيا وإنسانيا من قبل منظمة اليونيسكو، حتى عادت «أزمة» المهرجان إلى الواجهة، لكن هذه المرة بـ
«كدمات» واضحة تهدده بـ»الشلل».
فقد فشلت جمعية المهرجان، الذي يلقب بـ»شيخ» المهرجانات في المغرب في عقد جمعها العام، الأسبوع الماضي، وتحول المؤتمر إلى أعمال «بلطجة» كادت تتطور إلى مواجهات، مما دفع اللجنة المنظمة إلى تأجيل المؤتمر، دون أن تحدد أي تاريخ لعقده. وانقسم الحاضرون في الجمع العام إلى شطرين، أحدهما يطالب بعقد الجمع العام في أجواء هادئة بعيدا عن أعمال «الشغب» و«البلطجة»، بينما طالب الطرف الثاني بالكشف عن حسابات الجمعية ومصاريفها للعموم، ما دام الأمر يتعلق بجمعية تتغذى على المال العام. ووقفت السلطات المحلية والمجلس البلدي الذي يترأسه الوزير عبد اللطيف معزوز، موقف المتفرج أمام أزمة تهدد المهرجان الذي يعقد بداية صيف كل سنة، بالشلل.
وكانت «اختلالات» المهرجان قد وصلت، في السابق، إلى المجلس الجهوي للحسابات، عندما قررت فعاليات جمعوية بالمدينة توجيه مراسلة إلى رئيس المجلس دعته فيها إلى فتح التحقيق في ملابسات «سمسرة» تتعلق بمعرض تجاري يقام على هامش كل دورة في وسط المدينة. وتحدثت الرسالة عن تجاوز مساطر قانونية في هذه الصفقة، واتهموا المشرفين عليها بعقد صفقة «سرية» مع أشخاص دون سواهم.
وتضم الجمعية في عضويتها عددا من المستشارين الجماعيين بالمدينة، وتعيش بين الفينة والأخرى صراعات طاحنة بين أعضائها لاعتبارات حزبية. ويعتبر المهرجان من أبرز «المنابر» العمومية التي تستخدم في المدينة لـ«مخاطبة» المواطنين من قبل عدد من المستشارين الجماعيين. وفشلت عدد من المحاولات الرامية إلى «تحرير» المهرجان من قبضة «السياسيين»، وظلت بعض الأصوات، بين الفينة والأخرى، تطالب بكشف حسابات الجمعية للرأي العام في واضحة النهار بعيدا عن الجموعات العامة التي توصف بـ»المخدومة» و«السرية».
وكانت المدينة قد احتفلت، بداية شهر يناير الماضي، بتتويج مهرجان «حب الملوك» من قبل منظمة اليونيسكو تراثا ثقافيا عالميا، بناء على طلب لوزارة الثقافة، ووعدت السفارتان اليابانية والإيطالية بتقديم الدعم للمهرجان. ويعد مهرجان «حب الملوك» من أقدم مهرجانات المغرب. ويحتفل بالتعدد الديني والثقافي في المغرب. ويعود تنظيم أولى دوراته إلى سنة 1919.