كنا ننتظر من السيد شباط أن يدافع على ما “حققته” الحكومة بعد مرور سنة على تشكيليها، باعتبار أن حزب الاستقلال يشكل أحد الأركان الأساسية في الحكومة التي يترأسها السيد بنكران، في الحوار التلفزي الذي أجراه مِؤخرا على قناة مديي1تيفي، لكنه على العكس من ذالك قام بتوجيه وابل من الانتقادات للأداء الحكومي، التي أصبح في نظره يحتاج إلى تعديل ملح.
لكن هل يمكن اعتبار وصف السيد شباط الأداء الحكومي بالسيء هو بمثابة ذكاء سياسي أم هو هروب إلى الأمام؟ لأنه يدرك مسبقا بأن الحكومة لن تستطيع تحقيق الرهان التي رفعته، من قبيل محاربة الفساد و تحسين ظروف العيش و النهوض بالقطاعات الاجتماعية، وتحسين الوضع الاقتصادي للبلاد…، و بالتالي تميل كفة ميزان حزب الاستقلال نحو الفشل، مما قد لايساعد السيد شباط فأن يصبح رئيسا للحكومة في الانتخابات المقبلة.
صحيح أن أقرب طريق إلى قلب الشعب هي المعارضة، و أن تتحدث باسمه و بصوت مرتفع في وجه المسؤولين، أي أنك تقوم بما لم يستطع القيام به، وهنا تشفي القليل من غليل الشعب حتى يرضى عنك، لكن كيف لسيد شباط أن ينتقد من قاع الدار ويحمل المسؤولية للأخر؟ عوض أن يتحمل المسؤولية في كل الانتقادات التي وجهها إلى الحكومة، ويعتبر فشل الحكومة هو بمثابة فشل الأحزاب المشكلة للأغلبية بما فيها حزب الاستقلال.
لكن تحركات السيد شباط المثيرة للجدل بدت منذ أن أصبح أمينا عاما لحزب الاستقلال، حيث قام بزيارات لأحزاب المعارضة التي أسالت الكثير من المداد و كذا المطالبة بتعديل حكومي، السؤال الذي يطرح نفسه، ما ذمنا نتحدث عن دولة المؤسسات، هل هذا التعديل الذي مافتئ يذكرنا به السيد الأمين، هو مطلب كل فعاليات حزب الاستقلال أم هو مطلب السيد شباط؟ أكيد أن الوزراء الاستقلاليين سواء في حكومة السيد عباس الفاسي أو السيد بنكران نشتم فيهم رائحة آل الفاسي سواء من ناحية القرابة أو الصداقة، و بالتالي فإن التعديل الحكومي هو بالأساس مسألة حسابات بين شباط ورفاقه في الحزب وخاصة مع من منح صوته لعبد الواحد الفاسي.
وفي إطار الانتقادات الموجهة من طرف السيد شباط إلى الحكومة، لكن هذه المرة كأي مسؤول أتيحت له الفرصة للتحدث أمام المواطنين، لم يدع الفرصة تمر دون أن يتغنى بالأغنية الشعبية الشهيرة -عنوان الأغنية “الفقراء”- ، حيث طلب من الحكومة أن تكف عن متابعة الفقراء من أجل جمع المال، والذي يسمع مثل هذا الكلام يعتقد أن المتحدث يوجد في الكفة الثانية لميزان الأغلبية والمعارضة، فيحن أنه في لب المعمعة.
ومن أجل تحقيق مطالبه لم يبقى لسيد شباط، إلا أن يحدو حدو الشعب و يقوم هو الآخر بإحدى صيغ الاحتجاج وهو الخبير في هذا المجال، كالتظاهر و الاضراب أمام البرلمان خاصة أنه الكاتب العام لنقابته.
ما نخشاه اليوم من السادة الأمناء العامين-غير السيد شباط- الذين يشكلون الحكومة أو السيد بنكران نفسه، أن يتبرأو من هذه الحكومة.