متى يلفح صهد استياء وانزعاج وقلق الملك تلابيب جلباب الفساد بوزان ؟
كتبه
سوس بلوس
كتب في 28 يونيو 2017 - 23:59 بعيدا عن كل محاولة تسعى إلى الالتفاف على استياء وانزعاج الملك محمد السادس، وتجتهد بغاية تحجيم المساحة التي ستحرقها ألسنة نيران هذا القلق الذي نقله بلاغ الديوان الملكي مباشرة بعد اسدال الستار على أشغال أول مجلس وزاري يعقد بعد تنصيب الحكومة التي أفرزها البلوكاج السياسوي الشهير ، والذي من بين ما ترتب عنه ما تعيشه البلاد من احتقان غير معهود ، التعامل معه( الاحتقان ) يستدعي الاحتكام للحكمة والتبصر ، والانتصار لهما من طرف الجميع . (بعيدا عن هذه المحاولات) يمكن الجزم بأن الغضبة الملكية تتجاوز عدم تنفيذ المشاريع التي يتضمنها البرنامج التنموي الكبير لإقليم الحسيمة ، لتنسحب على جل المشاريع التي سبق لملك البلاد أن أشرف على اعطاء انطلاقتها ، فعرفت تعثرات كبيرة ، والتهم جراد في هيئة بشر الأغلفة المرصودة لإنجازها . والدليل على أن مساحة الانزعاج الملكي غير محصورة في الزمن والمكان، ما تعرض له بلاغ القصر الذي ” دكر بأن لا يتم تقديم أمام جلالة الملك الا المشاريع والاتفاقيات التي تستوفي جميع شروط الانجاز ، سواء ما يتعلق بتصفية وضعية العقار ، أو توفير التمويل ، أو القيام بالدراسات ، على أن تعطى الانطلاقة الفعلية للأشغال في أجل معقول” .
وزان واحدة من المدن التي كان الملك محمد السادس قد خصها بزيارتين نهاية سنة 2006 ، حيث سيشرف على اعطاء انطلاقة رزنامة من المشاريع بغاية جبر ضرر دار الضمانة الجريحة . البرنامج المشار إليه رغم أن غلافه المالي( 19 مليار سنتيم ) لا يستجيب للحد الأدنى لانتظارات ساكنة مدينة منكوبة ، فقد اكتسى أهمية رمزية كبرى عند ساكنة وزان التي اعتبرته إيذانا بإطلاق ورش انصاف وزان والمصالحة معها .
برنامج تأهيل المدينة حدد له آخر سنة 2010 كسقف أقصى للانتهاء من تنزيله، لكن الواقع اليوم يكذب ذلك، وظل أكثر من مشروع في مكونات البرنامج يراوح مكانه إلى يومنا هذا. والأنكى من ذلك فإن ما سيتم الشروع في إخراجه للوجود من مشاريع ، أتى مخالفا لما قدم أمام الملك . وحسب ما توفر من معطيات لكل من تابع الورش الملكي لرد الاعتبار لدار الضمانة، فإن مختلف المشاريع كما تم إطلاع الملك عليها على الأوراق والمجسمات، لم تكن قد أنجزت حولها دراسات بالمواصفات المطلوب توفرها في كل دراسة ، ولم يكن الغلاف المالي المخصص لإنجازها محدد . وإذا أضيف لذلك الفساد الكبير الذي لحق ما تم تنزيله من مشاريع التأهيل ، يمكن الجزم بأن ” المركب الإداري المصالحي الاستغلالي ” الذي ألتف على ورش جبر ضرر وزان ، لم تكن غايته غير سعيه الحثيث من أجل تعطيل مسلسل الانصاف والمصالحة مع مدينة توجد عند عتبة سلسلة جبال الريف .
إذا كان الملك قد استاء وانزعج و قلق مما لحق برنامج ” منارة المتوسط ” ، وإذا سلمنا بأن نفس حيثيات الغضبة الملكية تنسحب على مختلف المشاريع التي سبق وأشرف على اعطاء انطلاقتها ( برنامج تأهيل دار الضمانة واحد منها) ، ولم يتم التقيد بتنفيذها شكلا ومضمونا ، فإن ” اصدار – جلالة الملك – تعليماته السامية لوزيري الداخلية والمالية قصد قيام كل من المفتشية العامة للإدارة الترابية بوزارة الداخلية ، والمفتشية العامة للمالية ، بالأبحاث والتحريات اللازمة بشأن عدم تنفيذ المشاريع المبرمجة، وتحديد المسؤوليات ، ورفع تقرير في هذا الشأن في أقرب الآجال ” فإن نفس هذه التعليمات الملكية ، وبالصرامة التي جاءت بها يجب على الوزيران المعنيان تحمل مسؤولياتهما أمام ملك البلاد ، فيسارعان إلى فتح ملف برنامج تأهيل دار الضمانة الذي تم الاجهاز عليه .
وزان :محمد حمضي
مقالات ذات صلة
3 مايو 2025
رُفع الستار عن الدورة الأخيرة للمعرض الدولي للنشر والكتاب الذي نظم للسنة الرابعة على التوالي بالعاصمة الرباط خلال شهر أبريل، [...]
2 مايو 2025
Abderrafie Hamdi Le rideau est tombé sur la dernière édition du Salon international de l’édition et du livre, organisée pour [...]
30 أبريل 2025
عقد اتحاد المقاولات الصحفية بجهات الصحراء الثلاث ، يومه الاثنين 28 ابريل 2025 ، اجتماعا مع مصالح الضمان الاجتماعي المركزية [...]
20 أبريل 2025
نعيش اليوم في سياق وطني وإقليمي يتسم بتحولات سريعة وتحديات معقدة، تفرض علينا تجديد مقاربتنا اتجاه فئة الشباب، ليس فقط [...]