استبدال «البيرمي» من الورقي إلى البيومتري ليس بالأمر السهل المنال بالمغرب. هناك إجراءات معقدة، تتطلب من كل راغب في تجديد رخصة السياقة أن يتبع خطوات متعددة، يتداخل فيها ما هو إداري تقليدي وما هو تكنولوجي متطور، ولو كان المعني بالأمر أمي أو محدود المعرفة في التقنيات الحديثة. الدخول إلى هذه المعركة يقتضي صبر أيوب، واقتطاع وقت ثمين من مشاغل الحياة، والاستعداد لبدل مجهود عضلي وعصبي خارق، وتوفير بعض المال لتغطية المصاريف المعلومة وغير المتوقعة. نقطة الانطلاق تبتدئ من حالة الاستنفار المعلنة من طرف الجهات المسؤولة حول ضرورة تجديد هذه الوثيقة قبل انصرام الآجال المحددة حسب تواريخ استخراجها.
المرحلة الأصعب هي ضرورة الاصطفاف في طوابير طويلة والانتظار العصيب لساعات رتيبة من أجل وضع ملف استبدال رخصة السياقة الورقية. بعد أداء أربعمائة درهم واجب تجديد هذه الوثيقة لدى إحدى القباضات، كان من المفروض على صاحب الطلب أن يتوجه إلى مركز تسجيل السيارات التابع لمنطقته السكنية. رحلة العذاب لمن لا يملك أي «وساطة أو محسوبية» تنطلق مع أولى تباشير الصباح، للوقوف على قدم وساق لوقت غير محدد بين حشود من المتزاحمين والمتدافعين.
استخدام القوة البدنية على طريقة «عفط عليا نعفط عليك»، والقدرة النفسية على تناسي كل ما يدخل في خانة التحضر والنظام، حيث يتحول المرء بدافع قضاء مصلحته إلى شخص همجي مستعد للعراك ورفس الآخرين في سبيل أخذ فرصته العسيرة. الأمور تغيرت شكليا في الشهور الأخيرة، بعد إطلاق شركة «سياقة كارد» المفوض لها إنجاز «البيرمي البيومتري» خدمة جديدة، تتلخص في أخذ موعد مسبق عبر موقع خاص في الشبكة العنكبوتية.
الحضور في التاريخ والساعة المحددين المصحوب بورقة «الرونديفو» والوثائق المطلوبة لا يعفي طالب الخدمة من انتظار دوره في صف طويل وبوتيرة بطيئة من أجل وضع الملف وأخذ صورة له بواسطة آلة فوتوغرافية مثبتة بأحد مكاتب الاستقبال، ثم الحصول على توصيل لا يتضمن تاريخ العودة لتسلم رخصة السياقة الجديدة، بل المطلوب لمعرفة متى ستكون هذه الوثيقة جاهزة، هي بعث رسالة نصية من الهاتف المحمول إلى رقم 3535، ليأتيك الجواب الفوري الأول باللغة الفرنسية على شاكلة العبارة التالية « لمعرفة مآل رخصة السياقة ابعث PC والبطاقة الرمادية ابعث CG»، حيث تكون تكلفة «الميساجين» 6 دراهم لكل رسالة دون احتساب الرسوم. وبعد هذه المراسلات المدفوعة الثمن، يتكرر جواب واحد مفاده «المرجو إعادة السؤال بعد ثلاثة أسابيع»، وهكذا دواليك لشهور متتالية لا يعلم إلا الله منتهى أجلها.
«البيرمي البيومتري» والمواعيد الإلكترونية والرسائل النصية

مقالات ذات صلة
سكان حي الإصلاح بمدينة بيوكَرى يشتكون من مشكل التحفيظ العقاري أزيد من 80 عائلة محرومة
.عبداللطيف الكامل اشتكت أزيد من 80عائلة من سكان حي الإصلاح بمدينة بيوكَرى،عاصمة إقليم إشتوكة أيت باها من معضلة عدم”التحفيظ العقاري [...]
شغيلة الصحة باشتوكة أيت باها تندد بتدني الخدمات الطبية وتدعو إلى إنقاذ المنظومة الصحية من الإفلاس
.عبداللطيف الكامل في بيان توصلنا بنسخة منه،نددت شغيلة وزارة الصحة بإقليم اشتوكة أيت باها بما آلت إليه المنظومة الصحية من [...]
منخرطو غزالة سوس: “فريق حسنية أكادير خط أحمر”
منذ انطلاق الموسم الكروي الحالي، يتعرض نادي حسنية أكادير لمجموعة من الممارسات التي تمس بمبدأ تكافؤ الفرص، وهو ما انعكس [...]
كتب ذ.عبد الرفيع حمضي: من شاروخان إلى بن كيران… دروس في كرامة الكلمة
بقلم: ذ.عبد الرفيع حمضي في لحظة من أكثر اللحظات رمزية في الحياة النقابية والحزبية، (فاتح ماي )وأمام تجمع عام للنقابيين [...]