فاس: هشام المدراوي
احتضنت مدينة فاس، اليوم، فعاليات الدورة الأولى من المؤتمر الجامعي في الإعلام والتواصل، الذي نظمته كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس – فاس، التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله، تحت شعار: “التكوينات الجامعية في الإعلام والتواصل: الواقع والآفاق”.
ويأتي هذا اللقاء العلمي بمبادرة من شعبة علوم الإعلام والتواصل، وبتنسيق مع مختبر الدراسات الأدبية واللسانية وعلوم الإعلام والتواصل بالكلية.
وقد شهد المؤتمر مشاركة وازنة لثلة من الخبراء والأكاديميين من مختلف الجامعات المغربية، بهدف بحث سبل تطوير الإعلام الجامعي وتعزيز حضوره في المحيط الأكاديمي، خصوصاً في ظل التحولات المتسارعة التي يعرفها المشهد الإعلامي الوطني والدولي.
وكانت جامعة ابن زهر بأكادير من بين أبرز المؤسسات المشاركة في هذا اللقاء، حيث قدّم الدكتور إدريس أبوريحان، نيابة عن الدكتور حسن حمائز عميد الكلية متعددة التخصصات بتارودانت، عرضاً مفصلاً حول تجربة الجامعة في مجالات التكوين الإعلامي، مركّزاً على المقاربة التي تعتمد الانفتاح على البيئة الرقمية، والمزاوجة بين التكوين الأكاديمي والتجريب المهني. وتم خلال الندوة تقديم معطيات دقيقة حول مشاريع إعلامية مبتكرة أطلقتها الجامعة، خاصة تلك التي تهدف إلى إشراك الطلبة في إنتاج محتوى رقمي تفاعلي يستجيب لتحديات العصر ويؤهلهم للاندماج في سوق الشغل.
وتُعد جامعة ابن زهر من بين المؤسسات الجامعية المغربية الرائدة في تطوير عرضها البيداغوجي في مجال الإعلام والتواصل، من خلال تكوينات أكاديمية ومهنية متعددة تستجيب لتحولات القطاع.
وقد أطلقت هذه التكوينات منذ سنة 2012، ومن أبرزها: الإجازة المهنية في التحرير الصحفي، التي تأسست سنة 2012 على يد الدكتور حسن حمائز، ومكّنت الطلبة من اكتساب تقنيات الكتابة الصحفية بمختلف أجناسها؛ ثم ماستر “التحرير الصحفي والتنوع الإعلامي”، الذي انطلق سنة 2014 بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير، وهو تكوين معمّق في الصحافة متعددة الوسائط، يركز على جودة المحتوى والتنوع المهني؛ إضافة إلى مسلك الإعلام الرقمي بالكلية متعددة التخصصات بتارودانت، تحت إشراف عميدها الدكتور حسن حمائز، والذي يجمع بين التكوين النظري والتطبيق العملي في مجالات الصحافة الرقمية، والإنتاج السمعي البصري، والتواصل عبر الوسائط الحديثة.
كما شكّل المؤتمر فضاءً للنقاش والتبادل العلمي حول إشكالات الإعلام الجامعي، من بينها ضعف الإمكانيات، وغياب التأطير المنهجي المتكامل، والحاجة إلى تطوير مقاربات بيداغوجية جديدة تواكب التغيرات التكنولوجية والمهنية.
وتطرّق المشاركون أيضاً إلى تأثيرات الإعلام الجديد على الإعلام التقليدي، مؤكدين على ضرورة تحديث وتوحيد المناهج الجامعية، وربط التكوين بالمهارات المهنية المطلوبة، إضافة إلى تشجيع الطلبة على خوض تجارب إنتاجية داخل الفضاء الجامعي، وتوسيع دائرة الشراكات مع المؤسسات الإعلامية الوطنية.
وقد أجمع الحاضرون على أن مثل هذه اللقاءات العلمية تشكّل محطة مهمة لتبادل التجارب وتوحيد الجهود من أجل بلورة رؤية وطنية لتكوينات الإعلام والتواصل، تكون منسجمة مع متطلبات الواقع ومتطلعة إلى المستقبل.
يُشار إلى أن مشاركة جامعة ابن زهر بأكادير في هذا المؤتمر تنمّ عن وعي عميق بأهمية الانخراط الفعّال في تطوير الإعلام الجامعي، وسعيها الجاد إلى أن تكون من المؤسسات الرائدة في التكوين والإنتاج الإعلامي داخل الجامعة المغربية.